الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هي الاتفاقية الثالثة التي توقعها السعودية للربط الكهربائي العربي ، فبعد مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي بطاقة 1700ميجا وات ، والربط الكهربائي مع مصر الشقيقة بـ 3000 ميجاوات.
يأتي توقيع اتفاقية الربط الكهربائي مع الأردن قبل أيام قليلة فقط .
السعودية التي ترغب بالاستفادة من موقعها الإستراتيجي في قلب العالم العربي لتعزيز اقتصادها كما جاء في رؤية المملكة ، أيضا هي من تسعى لتعظيم العائد الاقتصادي ، والاستفادة من البنية التحتية لمنظومة الطاقة العملاقة كأكبر شبكة كهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
وما يميز الطاقة الكهربائية في المملكة هو الموثوقية والتواجدية العالية التي تتمتع بها بالإضافة إلى توزع استثمارات مصادر الطاقة على خريطة الوطن .
الشركة السعودية للكهرباء تمتلك بنية تحتية متكاملة من محطات التوليد وشبكات التوصيل الكهربائي تربط جميع أجزاء المملكة .
ولأن شركة الكهرباء تأسست في مطلع ثمانينيات القرن الماضي على أساس توفير طاقة موثوقة تصل لكل مواطن سواء في المدينة أو على أطراف الوطن في قرية بعيدة أو هجرة فوق تضاريس صعبة .
فإن مبدأ الربح والخسارة ليس بالأولية مقابل توفير طاقة موثوقة ومتواجدة في كل مكان.
فما حصل في كاليفورنيا قبل أسابيع قليلة من إطفاء للكهرباء على مليوني مشترك لأن درجة الحرارة وصلت إلى 35م والشبكة هناك لا تمتلك طاقة فائضة لمواجهة هذا التغير الجوي وهذا قد يفسر كثيرا لماذا تحتفظ الدولة بموثوقية عالية من خلال توفير فائض كهربائي تتحمل وحدها الخسائر المالية على عدم استخدام ذلك الفائض إلا وقت الطوارئ.
رؤية المملكة 2030 أتت للحفاظ على موثوقية الشبكة بالإضافة إلى استثمار الفائض من الكهرباء بما يعود على الوطن والمواطن بمزيداً من كفاءة التشغيل ، من خلال الطاقة الشمسية والربط الكهربائي مع الدول المجاورة بالإضافة إلى تركيب العدادات الذكية .
إن الربط الكهربائي مع الدول العربية له عائد اقتصادي يتعاظم أكثر مع الدول التي يختلف فيها ساعات ذروة الطلب عن تلك الموجودة في المملكة
مثل مصر والأردن .
فساعات ذروة الطلب في السعودية ما بين الساعة 1 إلي 3 عصرا بينما في مصر والأردن يبدأ من الساعة ٦ مساءا إلى السابعة .
كما أن إنجاز الربط الكهربائي سوف يحول جزء من استثمارات بناء محطات توليد جديدة المكلفة إلى استثمار بناء خطوط نقل طاقة تمتلك السعودية جميع مكونات تصنيع خطوط النقل والأبراج والمحولات المتوسطة والكبيرة.
بهذا تتبادل الدول الطاقة الفائضة لديها وليس الطاقة الأساسية لديها لإمداد مواطنيها بالطاقة.
ويستخدم الربط الكهربائي دائما لتقليل مخاطر تذبذب الطلب على الكهرباء .
فنجد مثلا أوربا مرتبطة بشبكة واحدة أمريكا الشمالية وبعض دول أمريكا الجنوبية .
الأردن ومصر وحتى العراق مستقبلاً سيكون ممراً مهما لوصول الطاقة الكهربائية السعودية إلى أوروبا عبر تركيا أو من خلال الربط الكهربائي بين دول شمال إفريقيا و أوروبا .
وجميع تلك الدول متعطشة لمصادر طاقة نظرا لشح مصادر الوقود هناك .
ولان رؤية المملكة هي رؤية الحالمين فإن حلم تحويل منظومة الطاقة السعودية إلى مصدر طاقة يضيء العالم العربي كمرحلة أولى ويصل إلى أبعد من ذلك كمرحلة ثانية أصبحنا نلمسه بأيدنا ويتحقق على أرض الواقع
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال