الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المناسب الإشارة إلى أن عمليات غسل الأموال قد تكون معقّدة لدرجة عدم معرفة المتورطين بها بجميع التفاصيل، بيد أنه لا يحول عدم العلم أو اتباع مبدأ ” التجاهل المتعمد” كما يسمى في إخضاع المتورطين إلى أقصى العقوبات.
تتعدد وتتطور طرق غسل الأموال، ومع ذلك؛ أهم ما يحرص عليه غاسل الأموال اتباع أسلوب يحقق له غايتان؛ عدم جذب أنظار البنوك والجهات الرقابية، والقدرة على تنفيذ عدد هائل من العمليات (بمبالغ ضخمة). ونظراً لكون عدداً من مشاهير –السوشل ميديا- يمارسون أعمالهم تحت مظلة ضبابية، فإنهم بذلك يعدون “طعماً” للمجرمين لاستخدامهم وسيلة لـ “تطهير” الأموال.
من الأمثلة البسيطة التي يتورط بها بعض “المشاهير” في جرائم غسل الأموال؛ تلقي أموال (غير شرعية) من الداخل أو الخارج والادعاء بأن تلك الأموال هي حصيلة القيام بـ (إعلانات)، وقد يحدث بالفعل تصوير إعلان معين إلا أن الهدف الحقيقي منه هو توفير الغطاء الشرعي لإيداع تلك المتحصلات.
يمكن أيضاً أن يستخدم المشاهير من قبل المجرمين للترويج لمواقع إلكترونية (مشبوهة) لبيع السلع، وبعد مدة قصيرة يعلن بيع كامل البضاعة بسبب الإقبال الكبير، وتودع مبالغ “طائلة” بمبرر التجارة والـبضاعة الـ (مباعُة). وهنا؛ قد تودع أو تحول مبالغ (غير شرعية) في حساب أو حسابات أشخاص بحجة بيع بضائع (لا وجود لها).
إن تورط بعض المشاهير في قضايا غسل الأموال لا يعد أمراً حديثاً، وإنما على العكس من ذلك، تعد كما أسلفنا ضمن أكثر الشخصيات مثار للشبهة، ومما تجدر الإشارة إليه ما تصدره المحكمة الفيدرالية في الولايات المتحدة بين الفينة والأخرى في حق متهمين بجرائم غسل الأموال، كان آخرها؛ لائحة الاتهام الموجهة ضد الممثلة الشهيرة/ لوري لوغلين وزوجها، بالتآمر لغسل رشاوي ومدفوعات أخرى متعلقة بعمليات احتيال عن طريق تحويلها من خلال مؤسسة خيرية، وقضت على أثرها المتهمة أكثر من شهرين في السجن!
يظل دائماً عنصر “منطقية” الثروة أو العملية الاشتباه الأبرز، وهو في الغالب الذي يدعو للتحقيق والاستقصاء حيال مدى حدوث عمليات مشبوهة من عدمه. وبهذا؛ فإن تلك التحويلات الكبيرة والمتكررة التي تودع في حسابات الأشخاص، وبالأخص الواردة من الخارج، يجب أن يعرف مصدرها وسببها ومدى تكررها. وعلى نفس الاتجاه؛ يجب أن تخضع تلك الايداعات بحجة التجارة أو الإعلانات إلى نفس الآلية بالتحقق من مصدرها وسبب دفعها، ومدى انسجامها مع نشاط الشخص.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال