هل كل المشاريع الصحية ممكن خصخصتها؟

موضوع الخصخصة والدخول في نقاش عن فائدة خصخصة الخدمات الصحية بمنظور عام لا يمكن أن يعطي جواب شافي عن مدى فاعلية الخصخصة للقطاع.

هناك آليات ودراسات بطرق علمية محددة تساعد فهم ما إذا كان المشروع من الممكن خصخصته أو طرحه للمشاركة مع القطاع الخاص. ورأيي الشخصي بأن الإطلاق العام عن مفهوم خصخصة القطاع الصحي خاطئ , و نظرتي الشخصية كمختص في مجال الإدارة بأن الجواب يختلف من مشروع لمشروع عن إمكانية الخصخصة أو فاعلية إسناده للقطاع الخاص.  

ولعل أفضل طريقة للمعرفة المبدأية لصانع القرار عن ما إذا كان من الأفضل خصخصة بعض المشاريع الصحية هي بناء

   – وتسمى بالعربية دراسة حالة الأعمال أو دراسة الجدوى.Business Case   ما يسمى وللوصولللنتيجة التي تعطي صانع القرار إجابة عن مدى إمكانية خصخصة مشروع معين أو الدخول فيه من خلال شراكة مع القطاع الخاص هناك عدة عوامل تؤخذ في الاعتبار لبناء دراسة جدوى أو بناء حالة بالشكل المناسب ومن أهمها:

-المحتوى الاستراتيجية: ويعبر عن الأساس المنطقي للمشروع، مع توضيح مدى ملاءمته للسياسة/الإستراتيجية الأوسع، وتحديد نطاق المشروع وحدوده، وتوفير أهداف واضحة للمشروع، ووصف النتائج المتوقعة مع الأخذ بالإعتبار تحليل دور أصحاب العلاقه.

-المحتوى الاقتصادي: ينبغي أن تُظهر دراسة مجموعة واسعة من الخيارات للمشروع وتنقيحها للحصول على قائمة مختصرة باستخدام تحليل فوائد التكلفة للوصول إلى “الخيار المفضل”. بالنسبة للشراكة بين القطاعان العام والخاص، ينبغي أن تأخذ بالاعتبار قيمة استخدام التمويل الخاص مقارنةً باستخدام رأس المال العام وهو أهم عامل يتم قياسه من خلال المحتوى الاقتصادي.

-المحتوى المالي: ويعطي هذا المحتوى  أدلة عن جودة وتوفر مصادر التكلفة من حيث النفقات الرأسمالية والنفقات التشغيلية على حد سواء، ويضاف لها  المخصصات للأحداث غير المتوقعة  مع تفاصيل  أيضا عن أي دخل متوقع من الخدمة.

-المحتوى الإداري: و ينبغي أن يوضح المحتوى الإداري أنه يمكن تسليم المشروع بنجاح بين القطاعين، وأن لديه مورد كاف بشريا و إداريا، ويستفاد من الخبرة المتخصصة عند الاقتضاء، وأن الإدارة السليمة موجودة، وأنه يوجد جدول زمني واقعي لكل هذه التفاصيل.

-المحتوى التجاري أو الاستثماري: يجب أن توجد البراهين  على أن المشروع مجدٍ تجاريًا ويمكن تمويله. وينبغي أن تحدد استراتيجية الشراء والصفقة التجارية المقترحة، بما في ذلك تحليل المخاطر وتوزيعها.

وبعد الدراسة التفصيلية للخمس عوامل ينتج عنها ما يسمى بدراسة الجدوى أو الحالة وهي تختلف من مشروع لمشورع ونتائجها تختلف من مشروع لآخر. فليس من السهل تعميم فائدة أو ضرر الخصخصة مالم يكن هناك دراسة تفصيلية لكل مشروع على رادار الخصخصة.