الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بصفتي باحثاً في الإدارة والتوجه المستدام لقطاع الاعمال أميل الى حدٍ ما مع المواضيع التحليلية وأصبحت مع الوقت بعيد بشكل أو باخر من الروايات البطولية التي تنسب نتائج استثنائية إلى إرادة وعزيمة رؤساء الدول أو الرؤساء التنفيذيين والقادة الأفراد بينما في الوقت نفسة نتجاهل جوانب أخرى أتت تلقائية من التكاتف الجماعي حينما يتم تجاوز أزمة أو جائحة معينة، ومن ناحية أخرى، تأثرت كثيراً بالبحث الممزوج بالخبرة الشخصية التي جعلتني أشاهد القيادة السيئة كيف انتشرت بشكل واسع وأحدثت كوارث لا تحصى ليس في وقتنا الحالي فحسب بل على مر التاريخ، كما يمكن للقيادة النموذجية من جانب آخر أن تحدث فارقاً حقيقيا للمنظمات والمجتمعات والدول.
العواقب الحياتية المحتملة من وجود القيادة الجيدة أو السيئة، بالنسبة للكثير منا، لم تكن واضحة تماماً كماهي في الوقت الحاضر، ولكن في زمن أصبح المسؤول تحت الرقابة والمحاسبة وقياس مؤشر الإنتاجية كما سمعنا في كلمة معالي وزير الأعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي مؤخرا، بل حتى في التواصل الاجتماعي أصبحنا نتابع الأحداث لحظة بلحظة فالنتائج الإيجابية توثق والسلبي منها يُستهجن، والاجتهاد مُقدر.
ناقشت في وقت سابق علي حسابي في “تويتر” العوامل التي ساعدت الصين لاجتياز الازمة وكيف التهم التنين الصيني جائحة وباء كورونا.
في السعودية نعيش فصل أخر مختلف من النجاحات في التعامل مع الجائحة رغم قسوتها على جميع الأصعدة والتي انتشرت في أطراف المعمورة، قصة جعلة من القيادة فن ومن الوباء رواية في عالم الإدارة بطلها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان، وضح جليا منذ اشهر الأداء السعودي المبهر تجاه الوباء وكيف كنا نسير فعلاً في الطريق الصحيح رغم الظروف الصعبة والتحديات المعقدة صحياً اجتماعيا واقتصادياً.
من اهم ما يميز هذا النموذج القيادي الذي قدمة سيدي خادم الحرمين الشريفين للعالم، أنه قام على تأسيس شعور مشترك وهدف واحد بين المواطن والمسؤول، هو التقليل قدر المستطاع من الضرر على حياة الإنسان وسبل عيشه، وذلك من خلال ظهور استعداد حكومي لقيادة التعامل مع الوباء من خلال استقطاب الخبراء والمختصين من بؤرة الوباء الأساسية في مدينة “وهان” الصينية وأخذ التحليلات الدولية عن الوباء على محمل الجد والاستفادة من الكوادر الوطنية وفتح المجال للمتطوعين من الممارسين الصحيين، والمرونة في اتخاذ القرارات وتوجيه المخصصات والموارد للقطاع الصحي ليكون العمل ليس فقط لاعتدال منحنى الوباء بل استهداف القضاء عليه كاملاً في اسرع وقت مع الأخذ في الاعتبار جوانب أخرى ذات أهمية.
القطاع الاقتصادي وهو عصب الحياة، نال حيزاً كبيرا في إدارة الأزمة من خلال الدعم المتواصل لقطاع الأعمال والذي وصل الى أكثر من 200 مليار ريال، دعم من خلالها المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي عانت بشكل كبير خلال الأزمة، مما ساهم في الحفاظ على الأداء الاقتصادي المتوازن، ومن غير أي تأثير على عمل برامج الرؤية ومنظومات العمل في جميع القطاعات من خلال استغلال وتوظيف التقنية بالشكل المناسب والعمل عن بعد والاعتماد على التحول الرقمي في الوقت المناسب والحد من التكاليف وزيادة الكفاءة والإنتاجية.
قمة مجموعة العشرين، في دورة استثنائية وكأن الجائحة أرادة أن تكون الاستضافة السعودية استثنائية فسارعت المملكة لطلب عقد قمة استثنائية لقادة المجموعة للنقاش حول الفايروس ليس في دول العشرين فقط بل للبشرية أجمع وكأن المملكة تأخذ على عاتقها المسؤولية ورأينا تنسيقاً دولياً فعال واسع النطاق للحد من آثار الجائحة وحماية الأرواح والوظائف وإعادة الرخاء الاقتصادي لدول العالم. واليوم السبت تعقد قمة العشرين من جديد في موعدها الدوري المحدد مسبقا وسيكون احد اجندتها بلاشك جائحة كورونا وآثارها.
كل هذه المنجزات القيادية والتجربة الإدارية الناجحة يجب أن يُسلط عليها الضوء ونحللها لنستفيد من نتائجها لأنها بمشيئة الله ستترك خلفها دروسا في الغالب تستفيد منها المنظمات والمجتمعات أو حتى دول المنطقة، لأننا في الوقت ذاته رأينا تجارب إدارية سقطت او نشرت خيبة الأمل بين مجتمعاتها في نفس الفترة حول العالم.
دمتم سالمين،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال