الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يلفت انتباهي من حين إلى أخر الاختلاف القائم على أهمية مجال تطوير الذات، فهي من المواضيع المختلف عليها بشكل بارز. فالمؤيد لها يجدها أمر ضروري لا غنى عنها للتحفيز وإعطاء الطاقة الإيجابية نحو التطوير وتجاوز العقبات. وفي المقابل نرى فريق أخر ينتقدها بشدة، بل يصفها البعض بالوهم وعدم الجدوى. لذا سأحاول طرح الموضوع هنا بطريقة موضوعية بحيث نستطيع الحكم عليها بشكل أفضل.
فبتعريف مجال تطوير الذات Self-Developmeيتضح أنه المجال المختص بالتوعية نحو أهمية أن يضع الإنسان لنفسه أهدافاً يسعى لتحقيقها وذلك من خلال إيمانه بقدراته الشخصية التي يستطيع بناءً عليها تحقيق آماله وتطلعاته. بالإضافة إلى العمل على إعطاء الطاقة الإيجابية والتحفيز بحيث يستطيع المرء بذلك تخطى العقبات التي قد تواجه خلال سعيه نحو تحقيق أهدافه، ولكي لا يركن أو يستسلم عند حدوث خلل أو مشكلة ما.
ودعونا نتأمل في هذا المفهوم، فالإنسان (ذلك الكائن العجيب) قد يتأثر يومه بالكامل بكلمة ثناء ألقيت على مسامعه أو إطراء من أحد رؤساءه، فما بالكم لو استمع إلى محاضرة لمدة ساعة أو ساعتين أو قرأ كتاب فيه الكثير من التحفيز الإيجابي، ولكن هل معنى ذلك أن مجرد الاستماع إلى محاضرة أو حضور دورة في تطوير الذات يكون كافياً لتحقيق الشخص تطلعاته والوصول للنجاح؟ بالطبع لا.
كمتخصص في التخطيط وإدارة المشاريع أرى أن الفرد منا يجب ألا يكتفي بمجرد الأحلام أو أحاديث تحفيزية مجردة من التطبيق العملي، بل يجب أن يصيغ تلك الأحلام لتكون أهداف مكتوبة مدعومة بخطة عمل للتنفيذ. وقد يستغرق تنفيذ هذه الخطة عدة شهور (أو سنوات) يمر المرء خلالها بالعديد من العقبات والصعوبات التي تؤثر على همته تجاه العمل على تنفيذ تلك الخطة وتحقيق أهدافه، فتراه يخمل في السعي نحو ذلك. وهنا يأتي دور تطوير الذات، فمن خلال الأثر الإيجابي والتحفيز الذي تحدثه على النفس يستطيع الإنسان أن يعود بكل نشاط وهمة للعمل على تحقيق أهدافه.
فالعلاقة بين بلوغ الأهداف ومجال تطوير الذات أراها مكملة لبعضها البعض. أهداف مكتوبة وخطط للتنفيذ مع قدر من التحفيز والطاقة الإيجابية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال