التنمية الثقافية .. صندوق واعد

خلال الأسبوع الأول من هذا العام الميلادي، صدرت الموافقة على نظام صندوق التنمية الثقافية السعودي، ولكنه لم ينشر بعد حيث أن العمل مازال جاري عليه، و في مقال اليوم سوف نتطرق بشكل مختصر إلى أهم ملامح هذا الصندوق الذي يهدف إلى المساهمة في دعم التنمية الثقافية وجميع القطاعات والمجالات التي تتعلق بها، وآليات استدامتها في ظل رؤية المملكة 2030. 

نص النظام على عدة صلاحيات يتمتع بها الصندوق منها إقراض وتمويل المنشآت أو الجمعيات أو المؤسسات الأهلية الثقافية المتنوعة، أو قطاع الخدمات المساندة لها، أو حتى التقنيات الخاصة بالبنية التحتية المسخرة لخدمتها، وبالتالي يمكن للصندوق أيضاً قبول الرهون وغيرها من الضمانات الخاصة بالوفاء وبالمقابل استثمار أموال الصندوق بما يحقق أو يخدم الأهداف التي أقرها. 

فيما يخص الاستثمار، يعمل الصندوق على تشجيع الاستثمار في المجالات التي تتعلق بقطاع الثقافة وله أن يقوم في سبيل ذلك بما يتطلبه هذا التشجيع من تعاون وتعاضد مع مختلف مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص لإظهار الجانب الثقافي الثري جداً الذي تملكه المملكة والذي يتميز بتنوعه بإختلاف المناطق الجغرافية والعادات الثقافية والإجتماعية في كل منطقة امتداداً من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. 

وفي سبيل تعزيز الاستثمار في القطاع الثقافي في المملكة، للصندوق أيضاً قبول الهبات والتبرعات والمنح والوصايا والأوقاف بشرط الامتثال للقواعد المنظمة لذلك بكل تأكيد. وسيكون تمثيل المملكة  إقليمياً ودولياً في المجالات الثقافية من خلال الصندوق الذي سيتسنى له إبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ذات الصلة.

إلا أننا نتطلع إلى توضيح أكثر لبعض صلاحيات الصندوق مثل تلك التي تتمثل في تقديم الخدمات غير المالية للأشخاص من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية العاملين في المجالات الثقافية المختلفة، بالإضافة إلى حدود تقديم الصندوق للمشورة للمنشآت أو الجمعيات أو المؤسسات الأهلية التي تعمل في هذا القطاع. 

ولعلنا نتفائل بحجم الجهود المسخرة لإبراز الثقافة الوطنية من خلال استعراض رأس مال الصندوق الذي يبلغ (500.000.000) خمسمائة مليون ريال سعودي والذي نتطلع إلى أن يلامس جميع أمنيات الجيل القديم في توضيح الإرث الثقافي الذي تملكه المملكة، بالإضافة إلى تسخير قدرات الجيل الحالي في ربط هذه الثقافة وتطويرها بأعلى المعايير التقنية العالمية والغير مسبوقة أيضاً.