الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال سنوات قليلة استطاع العالم الافتراضي السيطرة على عالمنا، ولقد انصعنا له قبل أن ندرك وجهه الآخر، فبالطبع ليس هناك شيء بالمجان، لكننا لم نكن نعلم في بداية الأمر أن خصوصياتنا ستكون المقابل؛ فمنذ بداية ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نسمع بصفة مستمرة عن العديد من الاتهامات فيما يخص انتهاك الخصوصية، وسرقة البيانات، والإضرار بالملايين من المستخدمين؛ خاصة موقع فيسبوك الغني عن التعريف، والذي يمتلك تاريخاً طويلاً مع مثل هذه الاتهامات، وحيث أن فيسبوك يمتلك تطبيق واتساب منذ عام 2014، فشروط الاستخدام الأخيرة التي أثارت القلق، أرى أنها في الحقيقة لم تكن أمراً غير متوقعاً، إلا أن التطبيق قوبل بهجوم كبير من المستخدمين الذين بدأوا في الاتجاه لتطبيقات أخرى أكثر أماناً وخصوصية أمثال سيجنال وتليجرام، وغيرها من التطبيقات التي تعد مستخدميها بحماية معلوماتهم.
لكن مثل هذه الأخبار التي تنتشر كل فترة عن مسألة الخصوصية، تزيد من قلق رواد الأعمال وأصحاب المشاريع؛ وتجعلهم يتساءلون عن كيفية حماية خصوصياتهم! خاصة مع انتشار تطبيق منهجية العمل عن بعد في العديد من المنشآت الآن، والتي تعتمد بشكل كبير على التواصل من خلال منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي. في حقيقة الأمر، يبدو أنه لا يوجد مفر للهرب من أخطبوط مواقع التواصل، الذي التفّت أذرعه حول كل ما يخص حياتنا وأعمالنا، وأصبح يسيطر على كل شيء تقريباً؛ لذلك لا نملك سوى أن نتعلّم كيف نحمي خصوصية معلوماتنا خاصة أثناء تطبيقنا لمنهجية العمل عن بعد.
هناك بعض الأدوات التي ليست فقط تسهل من تطبيق منهجية العمل عن بعد، ولكنها أيضاً أثبتت فاعليتها في توفير بيئة آمنة للعمل من خلال الشبكة العنكبوتية؛ وهذه الأدوات مثل تطبيق Trello الذي تستخدمه العديد من المنشآت الآن في تنظيم جداول أعمالها، وهو فعال أيضاً في تطبيق منهجية أجايل التي تحدثنا عنها في مقال سابق؛ أدوات مثل Google Drive و Dropbox يمكن استخدامها في تخزين المعلومات الهامة والحفاظ على خصوصيتها؛ أداة Blink يمكنها أن تساعد في الحفاظ على وجود التواصل بشكل مستمر، أيضاً يمكن من خلالها إدارة العمل مع الموظفين بشكل دقيق ومحترف. أما بالنسبة لأدوات المشاركة الصوتية وعقد الاجتماعات أونلاين، فأداة Zoom الغنية عن التعريف قد لاقت شهرة واسعة في الأونة الأخيرة، ولكن هذه الشهرة قد تكون إنذاراً بالحذر من هذه الأداة، حيث أن مخترقي الإنترنت دائماً ما تجذبهم هذه الأدوات والمواقع المكتظة بالأشخاص، لذلك هناك أدوات أخرى مثل Cisco Webex، حيث ووفقاً لصحيفة فوربس؛ فهذه الأداة حديثة النشأة تمتاز بنظام حماية عالي، وتوفر كلمات سر قوية للاجتماعات التي يتم عقدها عليها، كما أنها لا تسمح بإمكانية أخذ لقطة الشاشة أو تسجيل الشاشة خلال عرضها للرقم التعريفي الخاص بالاجتماع، والعديد من المميزات الأخرى التي تجعلها أداة تستحق الاهتمام.
استخدامك لهذه الأدوات التي تم ذكرها، ولأدوات أخرى آمنة يُساعدك كثيراً في حماية المعلومات الهامة التي تخص عملك؛ لكن وجود قسم خاص بمراقبة الأمن السيبراني في منشأتك هو أمر في غاية الأهمية. وإذا كنت تمتلك منشأة صغيرة ولا تملك مثل هذه الرفاهية لتوفير قسم خاص بالأمن السيبراني؛ فيمكنك الاستعانة ببعض برامج حماية المعلومات، كذلك تأمين البريد الإلكتروني، عامل مهم جداً للحماية من هجمات البرامج الضارة، والتصيد الإحتيالي، ورسائل البريد الإلكتروني الإحتيالية.
أخيراً؛ كما قال رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي وارن بافيت “إنك تستغرق 20 عاماً لبناء سمعة عملك، بينما الأمر يستغرق فقط 5 دقائق لتدمير ذلك”. لذلك أثناء دراستك لبناء أو تطوير منشأتك، يجب أخذ الحيطة والحذر لما يخص الجانب الأمني وخصوصية المعلومات. فهذا الجانب لا يقل أهمية عن باقي ركائز المنشأة، بل أنه يُعتبر أهم ركيزة لضمان الخطط المستقبلية للمنشأة، وحماية خصوصية المنشأة والعاملين بها في زمن الخصوصية فيه أصبحت حلم صعب المنال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال