الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتوجه من منزله إلى المقهى الذي يبعد عنه مسافة ليست بالهينة، ليقف أمام العلامة التجارية ويلتقط صورة لنفسه، يستطيع أن يحتفظ بها في ألبوم خاص كان قد أعده لمثل هذه الصور. يضج هاتفه بعدد لا بأس به من التعليقات الخاصة التي تصله من قائمة الأصدقاء، وكلهم يحمل في داخله ألف سؤال وسؤال “إن صح التعبير” ما بين مهنئ بزيارة المكان الذي طالما خطط لزيارته، وبين شخص آخر يحمل له ملاحظات لابد أن يلتفت لها في زيارته القادمة للمكان.
موقف يمكنك أن تنظر له من عدة زوايا ومع ذلك تبقى المحصلة النهائية، بأن الرابح الأكبر في نهاية هذه الجولة هي العلامة التجارية نفسها التي استطاعت أن تتحول إلى مركز جاذبية لجميع الحواس، فتنتقل بشكل فيزيائي إلى ذاك المكان لزيارته.
الصورة بحد ذاتها بمثابة انتصار لصالح منظمة استطاعت أن تخلق صورة ذهنية يتحدث عنها العملاء ويلتفتون لها، ومع ذلك نبقى نحن نحلل ونتساءل عن الأسباب والدوافع. ولعل الاهتمام بالحضور الاجتماعي الذي نراه ماثلا في هذه الظاهرة، والتركيز على أدق التفاصيل من حيث آلية التوثيق والمشاركة تعتبر رموز للغة من التواصل المرئي، نعرف جميعا كيف نفك رموزها، وندرك أنها تمكنت من التحكم بأسلوب حياتنا إلى حد كبير.
الجانب الاقتصادي هنا أيضا ليس بمقدور شخص أن يتجاهله. فمن جهة هناك ترويج لهذه العلامة من خلال تداولها على وسائل التواصل بشكل مستمر يزيد من ترسيخ اسمها في أذهاننا، ومن ناحية أخرى هناك مسألة الاستفادة من عمليات الشراء التي تتم في المتجر حتى وإن كانت تلك الزيارات بهدف التصوير فقط من قبل البعض.
ما يغيب عن أذهاننا في بعض الأحيان هو أن هناك كيان ينمو على أرض الواقع دون أن نشعر، مع نمو المشاعر داخلنا تجاهه. وهنا تحضرني قصة سلسلة المقاهي الشهيرة التي سمعنا كثيرا بأنها تتعمد الخطأ في كتابة أسماء الزوار، وذلك بهدف زيادة تداول الصور التي يتم التقاطها مع العلامة التجارية والتفاعل معها. وكنت قد تابعت قبل فترة تعليق لأحدهم يفيد بأنه قام بالتأكيد على البائع حول الطريقة الصحيحة لكتابة الاسم، ولكن البائع تدارك الأمر بطريقة لطيفة بتغير حرف آخر.
أما الفكرة التي أحب أن اطرحها هنا، ولعلها تكون جاذبة لأصحاب المقاهي والمطاعم أنفسهم، فهي توفير مسار خاص للزوار الراغبين في التصوير، وربما أيضا إضافة ذلك إلى قائمة الطعام كمنتج أو خدمة إضافية يمكن الاستفادة منها. حتى وإن كان ذلك بسعر رمزي أقل من أسعار الطلبات المقدمة. أعتقد أنه إذا تم إدارة الأمر بشكل جيد فربما ينعكس بشكل إيجابي على قائمة الدخل. صحيح أن بعض العملاء سيوجه اللوم في بداية الأمر، معتبرين ذلك استغلالا، لكني أراها مسألة وقت حتى يتفهم الجميع القيمة الحقيقية هنا. وحتى ذلك الحين لعلنا نستطيع أن نقول: التصوير مسموح يا عزيزي العميل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال