كيف نجحت تجربة السعودة النسائية في مصانعنا؟ تجربة تغيير فريدة

قبل حوالي 10 اعوام خضت تجربة تغيير فريدة من نوعها داخل أسوار شركتنا المتخصصة في تصنيع وتوريد الأغذية ، فيما يخص مجال سَعوَدَة الوظائف وخصوصا النسائية منها .

صدرت قبل 10 سنوات قرارات عديدة ومهمة غيرت خارطة وأطر عمل القطاع الخاص فيما يخص خطط التوظيف بشكل عام والسعودة بشكل خاص .

فقد أصبحت الشركات بشكل عام أمام مفترق طرق ولابد من أن توجد حلولا جذرية لمسألة السعودة . ووقتها طلب مني الوالد رحمه الله التوجه لإحلال النساء السعوديات في الوظائف المرتبطة بأحد خطوط الإنتاج في مصانعنا .

وهنا لابد من توضيح أن مشروع التوظيف النسائي كان يمر بمجموعة مشاكل وهي :
• كيفية الوصول للكفاءات ؟
• كيفية نقل الموظفات ؟
• كيفية صناعة الثقة بين المنشأة والموظفات ؟

تمكنا والحمد لله من إيجاد شريك النجاح حيث تم اسناد مهمة إختيار الكفاءات لجمعية النهضة النسائية والذين كن على قدر عالي من المسؤولية والاحترافية خلال مسيرة المشروع .

طبعا تم تجهيز مقر خاص لجلوس النساء والحرص على أن يكون مجهزا بكافة سبل الراحة والإنجاز  ومن ضمنها توفير شركة نقل محترفة تقوم بواجب توصيل الموظفات . ولكن ذلك لم يكن كافيا برأيي ، حيث كانت هناك عوائق إجتماعية تصعب عملية قبول العمل في مكان بعيد وهي المدن الصناعية .

وجدت أن إشراك عنصر نسائي من أقارب الملاك هو الحل لهذه المشكلة حيث طلبت من زوجتي الجلوس معي خلال المقابلات الشخصية من أجل رفع الطمأنينة لدى الموظفات وأهلهم حيث كان جميع من يحضر للمقابلات الشخصية يأتي بمعية أحد أقاربهم المباشرين ، كذلك كانت تقوم بزيارة للقسم النسائي بشكل مستمر من أجل الإطمئنان على أحوالهم وسير الأعمال .

وهنا والحمد لله انطلقت شرارة نجاح المشروع ، حيث أسهمت معالجة القلق الموجود داخل نفوس المعنيين بالعلاقة التعاقدية ( المنشأة والموظفة ) في إنجاح مشروع التغيير هذا ، ولو غابت هذه النقطة برأيي لما نجح المشروع خصوصا في شركة عائلية متوسطة الحجم .

مراعاة الأطر الإجتماعية المحيطة بمشروع التغيير يأتي في نفس أهمية الأطر الإقتصادية وأحيانا يتغلب عليها .

وتتمة القصة تم توظيف ٢٠ مواطنة سعودية في مصانعنا على احد خطوط الانتاج وهاقد وصلنا اليوم لحوالي ال١٠٠ والحمد لله ويقمن بأدوار متنوعة بداية من الانتاج والاشراف وضبط الجودة والموارد البشرية والمحاسبة والسكرتارية .

كل ذلك قد أتي بعد فضل لله بسبب نية صادقة من والدي رحمه الله في ايجاد حلول جذرية لمشاكل التوظيف والاعتماد على الكفاءات الوطنية في دعم مسيرة الشركة ونموها .

حياتكم تغيير دائم وجميل