الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حققت العديد من شركات التقنية العملاقة مراكز متقدمة كعلامات تجارية ذات القيمة الأعلى في العالم، مثل شركات أمازون و أبل وقوقل وفيسبوك ومايكروسوفت، وغيرها من شركات التقنية الرائدة. ومع وجود كميات هائلة من البيانات لدى تلك الشركات، أصبحت هناك فرص ضخمة لتعاونها مع خبراء الاقتصاد الذين يتطلعون إلى دراسة ومتابعة وتحليل كل ما هو جديد في مجال بيانات الاقتصاد الرقمي وتبادل الخبرات والتوصيات في هذا المجال.
ومع التطور السريع للتحول الرقمي حول العالم، خاصة في القطاع المالي، تبرز حقيقة أن خبراء الاقتصاد يضيفون قيمة كبيرة لشركات التقنية، فهم يملكون الأفكار والأدوات والتحليلات البحثية القائمة على النهج العلمي القادر على تصور المشكلات والتخطيط لوضع حلول لها، بناء على البيانات الوفيرة المتاحة من خلال الأنظمة التقنية الذكية.
ومن أهم العوامل التي تساهم في جذب خبراء الاقتصاد للعمل في قطاع التقنية، هو اهتمام الخبراء بالدور الكبير الذي تلعبه البيانات، اقتصاديا في سوق العمل، وانضمام الخبراء لفرق العمل الداخلية في شركات التقنية يساعدهم على الفهم العميق لجميع العوامل المتعلقة بسير العمل والمدخلات وتوفر وجودة البيانات والتحليلات والمتغيرات والمخاطر المتوقعة والنتائج المترتبة عليها. وكذلك يمكن لخبراء الاقتصاد اجراء بعض التجارب البحثية للتنبؤ بالنتائج المتوقعة، وإصدار التوصيات المناسبة لرفع فعالية استراتيجيات الشركات وأهدافها، ولنجاح سياسات ولوائح سوق العمل، ورفع التوصيات كذلك لتحسين جودة نماذج الأعمال المستخدمة، وخفض النفقات، ومعرفة فرص الاستثمار والشراكات الناجحة، وكذلك اصدار التوصيات الخاصة بزيادة أعداد العملاء عبر السنوات، ومن ثم، زيادة هامش الارباح لتلك الشركات التقنية.
وكمثال ناجح لما سبق ذكره، فقد قامت شركة امازون بتوظيف اكثر من ١٥٠ خبيرا اقتصاديا من حملة الدكتوراة كجزء من فرق عمل تتوزع مهامهم ما بين وظائف قيادية في الادارة كChief Economist وكذلك كخبراء استشاريون يعملون في مشروعات مختصة، تشمل تقديم الخبرات والاستشارات بخصوص التصاميم الجديدة والتقييمات لامازون وكذلك التنبؤات بحجم الطلبات الجديدة للمنتجات المختلفة بناء على المدخلات المتوفرة. وترجع اهمية وجود تلك الوظائف إلى قدرة خبراء الاقتصاد وامتلاكهم لثلاثة مهارات أساسية وهي: التقييم الدقيق للعوامل الداخلية والخارجية اثناء الدراسات، والفهم الادراكي لتفاصيل جميع الابعاد المختلفة، والتحليل العميق للبيانات وتحويلها لمعلومات مفيدة.
ولأن قطاع الاقتصاد يملك ايضا الادوات التي تساعد على تحديد وجود الارتباطات التجريبية بين العناصر المختلفة، اعتمادا على البيانات الضخمة المتوفرة عبر منصات البيانات المفتوحة او ما يُعرف بOpen Data لدى بعض شركات التقنية، فيمكن لخبراء الاقتصاد كذلك الإجابة على بعض تساؤلات شركات التقنية الواقعة في صلب مجالات اعمالهم، وكمثال لتلك التساؤلات: هل هي فكرة جيدة ان توضع دعايات لشركة eBay في محرك بحث قوقل؟ وما مدى تأثير مثل هذه الخطوة على عدد الأشخاص الذين يستخدمون محرك البحث للحصول على المعلومات المطلوبة؟ وبالفعل، أوضحت التحليلات ان شركة eBay قد خسرت ملايين الدولارات عبر الدعايات غير المثمرة في محرك بحث قوقل. وتمت معالجة تلك الخطوة لاحقا. ومن جهة اخرى، وفر خبراء الاقتصاد الاجابة على تساؤل اخر، وهو: هل يوجد نوعا من التفرقة العنصرية التي يواجهها مستخدمي تطبيق Airbnb حسب العرق؟ وما مدى تأثير ذلك على انخفاض عدد المشتركين وبالتالي الخسارة في ارباح الشركة؟ وبناء على نتائج التحليلات، قامت Airbnb بإجراء بعض التعديلات اللازمة، ايضا، لمعالجة ذلك الخلل، وبالتالي زيادة عدد المشتركين وهامش الربح لها.
ومن الجدير بالذكر، أنه خلال السنوات القليلة السابقة، اقيمت العديد من المؤتمرات الدولية التي تعني بموضوعات الاقتصاد في قطاع التقنية ومفهوم الاقتصاد الرقمي، وشملت تلك المؤتمرات مناقشة موضوعات هامة مثل نجاح التخطيط الاستراتيجي للشركات التقنية والتي أصبحت تستخدم ‘عقلية اقتصادية’ او ما يُعرف بEconomics Mindset خلال اتخاذ القرارات بناء على مؤشرات أداء ذات ابعاد مالية وربحية واقتصادية.
اما التساؤل.. إلى اين يتجه العالم غدا..؟ فالاجابة انه يتجه إلى توصيات خبراء الاقتصاد من خلال تقديم حلول جذرية لشركات التقنية تتميز بوجود سياسات موجهة للتغلب على التحديات التي تواجهها تلك الشركات، وكذلك تعزيز عملية التخطيط للاقتصاد الكلي عن طريق بناء إمكانات علمية للوصول إلى توقعات للمؤشرات الاستراتيجية الحيوية اللازمة لنجاح الشركات وتحقيق الاقتصاد المستدام. ولأن أكبر تأثير للعلم والتقنية يتركز في الجانب الإنتاجي، فهذا يعني مزيداً من الإنتاج بتكلفة أقل، وزيادة الإنتاجية تقابلها زيادة في الأجور الحقيقية للموظفين وانخفاض لأسعار بعض المنتجات. كما ان أحد الجوانب الرئيسية لنجاح الاقتصاد ايضا يكمن في قدرته على بيع الإنتاج الزائد إلى الأسواق الأخرى، وقد ساهمت التقنية والاتصالات الحديثة في جعل التجارة الدولية والاقتصاد العالمي أكثر كفاءة، مما يزيد من ترابط الأهداف الاستراتيجية لشركات التقنية مع أهداف خبراء الاقتصاد، في تحقيق مستقبل اقتصادي مستدام محليا ودوليا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال