3666 144 055
[email protected]
تشير العديد من الدراسات والبحوث العلمية إلى علاقة وارتباط بين تأخير موعد بدء اليوم الدراسي والنتائج المدرسية الإيجابية للطلاب، ومن بين هذه النتائج: تحسّن أدائهم الأكاديمي، تحسن صحّتهم النفسيّة والجسدية، والسلامة العامّة.
وعلى الرغم من وجود أبحاث سابقة توثّق فوائد البداية المتأخّرة لدوام المدرسة اليومي، إلاّ أن تطبيق ذلك على أرض الواقع يواجه باعتراضاتٍ كثيرة، تعتمد هذه الاعتراضات على فرضية أنّ تأخير بدء اليوم الدراسي سوف يؤدّي إلى تكاليف إضافية مرتفعة تنتج عن تغيير استراتيجيات النقل المدرسي.
ومع ذلك؛ تأتي الإشارة هنا إلى وجود دراسة توثّق المنافع الاقتصادية الكمّية لتأخير أوقات بداية الدوام المدرسي نسبة إلى التكاليف المحتملة، وكان من أهم أهداف هذه الدراسة التعرف على الآثار الاقتصادية لتأخير بدء اليوم الدراسي وذلك من خال دراسة اختبار لسياسة تأخير بدء اليوم الدراسي على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح 8:30 صباحًا، ولدراسة الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذا التغيير استخدمت الدراسة مقاربة حديثة تعتمد على نموذج الاقتصاد الكلي لرصد التغييرات والآثار المحتملة في الأداء الاقتصادي لسبعة وأربعين ولاية أمريكية الناتجة عن تأخير بدء اليوم الدراسي، والتي تشمل المنافع الاقتصادية لتحسّن الأداء الأكاديمي للطلاب، وانخفاض معدلات حوادث السير. وكان من أهم نتائج هذه الدراسة أنّ استراتيجية تأخير أوقات بدء الدوام الدراسي اليومي للسّكان مناسب من حيث التكاليف، ويمكن أن يكون لها أثر كبير على الصحة العامة والاقتصاد الأمريكي. وأشارت الدراسة أن لهذه النتائج أهمية كبيرة من منظور صنع السياسات، فهي تثبت تحقيق مكاسب اقتصادية مرتفعة خال فترة قصيرة نسبيًّا بعد اعتماد تغيير في سياسة بدء الدوام الرسمي اليومي.
وفي ضوء هذه الدراسة يتوقع للمكاسب الاقتصادية التراكمية لتأخير أوقات بدء الدوام الدراسي في أنحاء الولايات المتحدة أن تبلغ حوالي 116 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 مقابل زيادة سنوية وسطية متوقعة بقيمة 9.3 مليار دولار. وتُظهر الدراسة فوائد تأخير أوقات بدء الدوام الدراسي نسبة إلى التكلفة على كل طالب، وذلك بأنّ كل دولار ينفق تتم استعادته بعد سنتين إلى ثلاث سنوات فقط كمعدّل وسطي من تغيير السياسة، وذلك في ضوء سيناريو التكاليف العادية. وعلى وجه الخصوص؛ يتوقع لمتوسط العائد الوطني على وجه التحديد أن يبلغ بعد خمس سنوات ما بين 1.7 إلى 2.1 دولارًا أمريكيًا لكل دولار يتم إنفاقه.
هذا الاهتمام من قبل مسئولي التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية كان شامل لعدة نواحي فردية ومجتمعية ووطنية، من المعدل التراكمي كاهتمام فردي يخص الطالب، إلى عدد الحوادث الناتجة عن عدم التركيز في القيادة وهذا اهتمام فردي ومجتمعي ووطني، وإلى زيادة الدخل والاقتصاد على مستوى الدولة وهذا اهتمام وطني.
بات من الضروري والمهم في السنوات القادمة النظر إلى هذه المسألة فيما يخص التعليم في المملكة بعين الاعتبار، بهدف القضاء على تسرب الموظفين، الحوادث الناتجة عن عدم التركيز بالأخص في الطرق الطويلة، الموازنة بين الواجب الفردي والاجتماعي، والعديد من الجوانب الأخرى التي قد تغيب أثناء كتابة هذا المقال.
وفي الختام؛ تأخير بدء اليوم الدراسي قد يكون ذو عائد اقتصادي أكاديمي.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734