3666 144 055
[email protected]
تشكل ارتفاع تكاليف الشحن مصدر قلق في سلاسل التوريد، فتكاليف الشحن هي الرسوم المفروضة على سلعة ما لنقلها من المصدر إلى وجهة معينة. وتتأثر التكاليف بعدة عوامل منها: الاضطرابات السياسية، الكوارث الطبيعية، الأوبئة، الأنظمة والتشريعات، آليات التخليص الجمركي، الشحن في مواسم الذروة، الرسوم الإضافية في حالات الطوارئ، النقص في قطاع النقل من حاويات أو شاحنات أو سفن، نقص العمالة.
ونظرًا لأن الشحن جزء أساسي من أي عملية تصنيع، فإن زيادة تكاليف الشحن تؤثر في المقام الأول على تكلفة المواد النهائية. وبالتالي، يشكل هذا التأثير تحديًا كبيرًا لسلاسل التوريد.
وعلى المستوى العالمي، تشكل زيادة تكاليف الشحن أثرًا اقتصاديًا كبيرًا. ويتمثل هذا التأثير في زيادة تكاليف الاستهلاك، مما يؤثر سلباً على الاقتصادات العالمية. ويبرز تأثير زيادة تكاليف الشحن في علاقتها المباشرة بأسعار الواردات. فكلما ارتفعت تكلفة شحن سلعة ما، زادت تكلفة استيراد السلع المتأثرة، خاصة تلك التي لها شبكة توزيع واسعة. وتؤثر تكاليف الشحن بشكل كبير على التكلفة الاستهلاكية للمنتج وأدائه في الأسواق العالمية.
ولأن اقتصاد الشرق الأوسط يعتمد بشكل كبير على الواردات والصادرات نجده يتأثر بشكل ملحوظ بتكاليف الشحن. وبما أن منطقة الشرق الأوسط مُصدّر كبير للنفط والغاز، فإن تكاليف الشحن المرتفعة تؤثر على إيراداتها من خلال اقتطاع جزء من أرباحها. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر تكاليف التوريد المرتفعة أيضًا على أداء السلع في السوق الدولية. وقد ينجم عن هذا التأثير اختيار عملائها للسلع الأقل تكلفة.
وقد ذكر تقرير البنك الدولي المنشور في أبريل 2024 أن حركة الشحن البحري في البحر الأحمر انخفضت بشكل ملحوظ منذ أن أشارت “جماعة الحوثي” بأنها على استعداد لتصعيد الأعمال العدائية. وبالتالي، زادت تكاليف الشحن والتأمين، وكذلك تكاليف إجراءات الأمن البحري. وقد اتخذت بعض الشركات قرارا بتعديل مسار الرحلات وتجنب قناة السويس. ومن المرجح أن تتأثر بلدان، مثل اليمن ومصر و فلسطين والأردن، بشكل أكبر من بلدان الخليج العربي بسبب هذه الأحداث. وقد تصل هذه التحديات إلى زيادة الضغط على أسعار الغذاء والجاذبية السياحية وتوفير المعونات وأسعار الشحن وزيادة الديون.
السؤال المهم هنا – كيف تستطيع هذه المنطقة تجاوز كل التحديات المتعلقة بسلاسل الإمداد وبالأخص التحديات اللوجستية؟! يجب وضع خطة طموحة ومتابعة تطبيقها بشكل فاعل. وبلا شك، نجد أن الحل السياسي له أثر إيجابي كبير جدا. فالعالم أجمع، يحتاج إلى حلول سياسية تضمن الاستقرار! لأن الاقتصاد مرتبط بشكل وثيق بالسياسة والأمن. فالاستقرار والهدوء هو الذي يمكننا من وضع خطط مستقبلية تعزز التنمية المستدامة. كذلك تشكل البنية التحتية، من طرق وسكك حديد ومطارات وموانئ ومرافق ومنشآت، أهم عناصر تعزيز الخطة اللوجستية لأي وطن. كما تعد خطط التحول إلى الرقمنة أحد ركائز النجاح. لأنها تضمن عمليات آمنة ومستدامة تحقق متطلبات الأفراد والمنظمات. ومن المهم أيضا أن يعمل مسؤولي المنظمات على تعزيز كفاءة الإنفاق مما يحقق القيمة العظمى للمنظمة، ومن ذلك اتخاذ القرار الأنسب بشأن مكان ومسؤولية وإدارة التخزين، وتطوير أسلوب التغليف والمواد المستخدمة، و آلية النقل والتوزيع، وإدارة المشتريات، وكذلك إدارة المعلومات وانسيابها بين كافة الأطراف ذات العلاقة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734