الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المعلوم لكل المنتمين إلى الموارد البشرية أن الموظف الممتاز هو من يعمل خمس ساعات من أصل ثماني ساعات يومية، لذا أتت الأنظمة وقننت عملية العمل المتواصل فألزمت صاحب العمل بعدم ترك العامل يعمل لأكثر من خمس ساعات متواصلة في اليوم الواحد.
ومن هنا اتى نظام ساعات العمل المرنة والذي بدوره كان الحل الأنسب لكثير من المنظمات لتخفيف العبء على موظفيها وعلى مصاريفها التشغيلية، ولكن ان لم تقرن ساعات العمل المرن في بيئة العمل المناسبة هنا لا فائدة من النظام بأكمله!
دعني أوضح لك ماهي ساعات العمل المرنة عزيزي القارئ، بشكل مبسط هي مواقيت العمل التي لا تقيد الموظف بساعات عمل ثابتة أو تقليدية فتكون له الحرية في الذهاب والخروج من العمل في الأوقات التي يرغب بها.
وهي واحدة من سلسلة مميزات تقدمها المنظمات لتحسين بيئة العمل لديها، ولكن كما ذكرت هي سلسلة لا يمكن ان تكون مكّونه من حلقة واحدة بل هي مجموعة ممارسات يجب على المنظمة عملها لتجني ثمارها.
في إحدى الشركات وخلال زيارتي وجدت صاحب العمل يشكو عدم فائدة هذا النظام وان الموظفين انخفض أدائهم مع مرونة ساعات عملهم، فسألته بشكلٍ مباشر “ما المقياس الذي بنيتَ عليه” فأجاب “يروحون بيوتهم ولا أحد يسلم شغلة”!
طرحت سؤالاً آخر “هل حددت لكل موظف مهمة ينجزها خلال ساعات العمل” فأجاب “اكيد، نرسل لهم على الواتس وش نحتاج وينفذون”، فأجبته ببساطة “أنت لا تعلم طريقة عمل الساعات المرنة فكيف لهم أن يعرفوه؟
بما أنهم أصبحوا موظفين طوارئ فمنظمتك تعمل بنظام الطوارئ، وسيأتي يوم يتخلون عنك لأنهم ليسوا منتمين للمنظمة بل يعملون لحين أن يجدوا عملاً آخر”.
ببساطة أن لم يلازم نظام ساعات العمل المرنة، مقياس الأداء الوظيفي ومهام موضحة لكل فرد في المنظمة، يشعر بها الموظف بأهمية وجوده وأنه جزء من المنظمة فأنت كما يقول المثل “كأنك يابو زيد ما غزيت”.
هل تعلم عزيزي القارئ ان بعض المنظمات التي قامت بتطبيق نظام العمل المرن بشكلةِ الصحيح أصبحت تتلقى شكاوى من الموظفين المجتهدين حيث أن الكثير منهم أصبح يشعر بالذنب والتقصير تجاه عمله وقاموا يعملون لساعات عمل إضافية نتيجة شعورهم بذلك؟
قيل لي:
نظام الساعات المرنة غير مفيد؟
فأجبت: لا ذنب للساعات في صلابة العقول!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال