الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استشراف المستقبل ذلك العلم الجديد من علوم المعرفة التي تساعدنا في إعادة تشكيل مجتمعاتنا بشكل أكثر مرونة وحراكية، من خلال الرؤى والتصورات والخطط والاستراتيجيات القائمة على منهجيات علمية موضوعية ،ومن هنا تظهر أهمية التعرف على ركائز ومنطلقات هذا العلم الاستشرافي ، وتوسيع دائرة المعرفة بهذا النوع من الدراسات المستقبلية في بلادنا الحبيبة، وبما تسعى إلى تحقيقه من أهداف، وبما تتبعه من منهجيات وأساليب للبحث في المستقبل، لاسيما ونحن نعيش الآن في عالم ديناميكي متغير ، تتسارع فيه وتيرة الابتكارات والاستكشافات.
أن عملية استشراف المستقبل باتت ضرورة في أيامنا هذه قبل القيام بإعداد الخطة الاستراتيجية للسنوات القادمة، وتشكل إحدى المدخلات الرئيسية في عملية التخطيط الاستراتيجي .
يعرف الاستشراف لغة : أصله من الشرف ، وهو العلو ، كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه، والاستشراف اصطلاحاً : يدل على سلوك يتطلب معرفة ومهارة ويستلزم عزيمة وإرادة ويهدف إلى جلب خير أو دفع ضرر غير أنشطة ذهنية معينة، ويعتبر الاستشراف فن وعلم تشكيل المستقبل، وهو مهارة عملية تتضمن رسم نهج استباقي واعتماد سيناريوهات يمكن تحويلها إلى واقع ملموس يرتقي بالعمل الحكومي على أسس ومعايير مبتكرة ،وتعريف استشراف المستقبل على مستوى الاتحاد الأوروبي على أنه عملية منهجية تشاركية تقوم على جمع المعلومات المستقبلية ووضع رؤى متوسطة وطويلة الأجل تهدف إلى اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ في الوقت الحاضر وهو وسيلة منظمة لتشكيل المستقبل واتخاذ القرارات والتصرف من خلال محاولات نظامية للنظر في مستقبل العلوم والتكنولوجيا والمجتمع والاقتصاد، وتفاعلاتها من أجل تعزيز المنفعة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ،كما أنه عملية توقع التغيير وإدارته.
كما أنه لا تهدف عملية استشراف المستقبل إلى إصلاح الماضي وإنما البحث في المستقبل.
التصورات الأربعة للمستقبل وهي:
1_ المستقبل المنظور : هو الذي بدأ فعلا ولكنه لم يصل بعد ، مثل القطار تحرك من محطة ويسير إلى الأمام وسيصل إلى محطة معروفة.
2_ المستقبل غير المنظور : غير ظاهر ولكن يمكن التنبؤ به من خلال أحداث أو معلومات محددة.
3_ المستقبل في الماضي : التاريخ يعيد نفسه ظواهر متكررة ، بعض الفقاعات التي تنفجر بعد فترة.
4_المستقبل الذي بجانبنا : ما يحدث لغيرك في مجال نشاطك قد يصل إليك بطريقة أو أخرى، وسوف تكبر مع مرور الزمن.
حيث يوجد هناك اختلاف بين التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل أن التخطيط الاستراتيجي يقوم بتوظيف القدرات المناسبة والمتاحة لأجل اقتناص الفرص الواضحة؛ أما الاستشراف فإنه يعنى أكثر في عملية بناء القدرات من أجل فرص لم تظهر بعد لكنها سوف تظهر في المستقبل.
أن الاستشراف يقدم طريقة تستحوذ على الحقائق في مجملها مع جميع المتغيرات التي تؤثر فيها، بغض النظر عن النوع ( الكمي والنوعي )، كما أنه يساعد على تسهيل حياتنا فهو لا يتعارض مع الأمور الدينية كونه لا يطّلع على الغيب و ليست له القدرة في الأساس، إنما يحاول التخطيط بشكل أفضل من أجل مستقبل مزهر، وهذا ما بنيت علية رؤية المملكة ٢٠٣٠.
لقد أنعم الله على المملكة العربية السعودية بمقومات جغرافية وحضارية واجتماعية وديموغرافية واقتصادية عديدة، تمكنها من تبوء مكانة رفيعة بين الدول القيادية على مستوى العالم، ولبناء مستقبل أفضل للوطن، ارتكزت رؤية المملكة العربية السعودية على 3 ركائز تمثل مزايا تنافسية فريدة من نوعها، ستستخدم المملكة قوتها الاستثمارية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتعتمد رؤية المملكة على 3 محاور وهي: المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وهذه المحاور تتكامل وتتّسق مع بعضها في سبيل تحقيق أهداف المملكة.
وختاماً أن استشراف المستقبل ليس مصمماً لحل مشكلاتك الحالية ، إنه مصمم ليصنع فرقاً في عالمك المستقبلي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال