الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حلم يتبادر إلى ذهني كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية، هل من الممكن أن تصبح القريات الذكية؟
مدينة القريات هي محافظة سعودية في منطقة الجوف شمال السعودية، ويرجع تاريخ إنشائها في العصر الحديث إلى عام 1357 هـ حيث تقع في الجزء الشمالي من السعودية، وتبعد عن الحدود الأردنية 30 كلم، ويتميز موقعها بالوقوع على الطريق الدولي الرابط بين الخليج وبلاد الشام وأوروبا، وتبعد عن مدينة سكاكا (360) كم، تبلغ مساحتها ما يزيد على 50 كم2 تقريباً، وهي من المحافظات ذات الموقع الاستراتيجي، حيث تقع على الطريق الدولي الرابط بين المملكة والمملكة الأردنية، وبها منفذ الحديثة (25 كم)، والذي يعتبر أكبر منفذ حدودي بري في الشرق الأوسط.
لقد تضمنت رؤية المملكة 2030 تحويل مدن المملكة إلى مدن ذكية عبر تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني في مجال التحول الرقمي، وكجزء من رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان _حفظة الله_ تهدف المملكة إلى إنشاء أكثر مدن العالم ملاءمة للعيش والتي يمكنها جذب أفضل العقول وأفضل المواهب بحلول عام 2030 ، حيث أعلنت وزارة الشؤون البلدية والإسكان عن اختيار خمس مدن سعودية للبدء في تحويلها لمدن ذكية وهي: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والدمام، وإن اختيار هذه المدن وما سيتلوهما من مدن أخرى بمشيئة الله تعالى ليُعد فخرًا كبيرًا نعتز به، فهو إشارة صريحة لما بلغته المملكة العربية السعودية من مكانة مرموقة في مجالات التقنية وما حققته من إنجازات باهرة خلال هذه الفترة في ميادينها المختلفة على المستوى العالمي.
حيث تتلخص الغاية من إنشاء المدينة الذكية (Smart city) أو مايسمى بالمدينة الرقمية في توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع والابتكار والريادة المحلية والعالمية، كما تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والراحة والصحة، تعتمد “المدينة الذكية” بشكل رئيسي على البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات (ICT)، ولعل أكثر ما يميزها تركيزها على الإنسان في المقام الأول وهذا ما نبحث عنه في مدينة القريات، لأنها تستطيع الاستجابة للظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتغيرة بشكل أسرع وأفضل، بخلاف المدن التقليدية، كما يمكن أن تكون المدينة الذكية مدينة جديدة صممت وأنشئت بطريقة ذكية منذ البداية مثل مشروع “ذا لاين” في مدينة نيوم “مدينة المستقبل” ، أو مدينة تقليدية تم تحويلها تدريجياً إلى مدينة ذكية بالكامل كما هو ما نتمناه أن يصبح واقع في مدينة القريات (القريات الذكية).
أن المدينة الذكية هي مزيج من إنترنت الأشياء(IoT)، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي(AI)، والواقع المعزز، وتقنية البلوك تشين، وغير ذلك من الحلول المُتطورة والمتقدمة ،حيث تهدف إلى حماية السكان والشركات والتواصل معهم وتحسين إمكانية الوصول للأشخاص كافة في المُجتمع، و دعم الأعمال والمشاريع وتحفيز النمو الاقتصادي، ومُشاركة المعلومات مع الجمهور، و تبسيط وجودة العمليات الحكومية، ورفاهية المواطنين، وتقديم خِدمات مُجتمعية متطورة سهلة الاستخدام تناسب الجميع، وتوفير بنية تحتية ذكية آمنه، وموثوق بها، وتحفيز الاستدامة البيئية، وكذلك تعزيز التعاون عبر الوكالات، وترقية وسائل النقل العام، وجمع البيانات، وتحليلها من أجل الحصول على رؤى قيّمة.
و بإذن الله أن يتحول الحلم إلى واقع نعيشه في مدينة القريات وتصبح من مقدمة المدن الذكية في المملكة العربية السعودية، ومن البيئات التي تجذب المبدعين وروّاد الأعمال والمستثمرين لها، مُثمنين الإنجازات الوطنية والعالمية التي تحققت في ظل جهود قيادتنا الرشيدة، حفظ الله قيادتنا وأيدههم بتوفيقه وعونه ومتعهم بتمام الصحة والعافية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال