الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أمام الأمين العام الجديد لمنظّمة الدول المصدِّرة للنفط “أوبك” هيثم الغيص – الذي سيتولى مقاليد المنصب في أغسطس القادم – جهد عظيم في إعادة تأهيل المنظّمة القديمة في تواجدها، والمُهترئة في أدائها، والهزيلة في إعلامها، فتحديات المستقبل ليست بالهيِّنة وتحتاج لمؤسسة حديثة ومهنية لممارسة دورها على أكمل وجه، وخارج دائرة أي اتهامات مجحفة في حقها والتي تظهرها للمستهلك وكأنها السبب في شقائه، ولعالم المال والأعمال ككيان احتكاري، وللمجتمعات بأنها سبب تغير المناخ.
الحرب على “أوبك” لن تتوقف، بل ستزداد شراسة في المرحلة القادمة، فهناك مشروع قانون “نووبك” (لا لأوبك) الأمريكي، وهو مُوجه ضدها والدُول المنتجة الأعضاء، إضافة للأصوات المتعالية لتطبيق ضرائب ضخمة على المنتجين، كالمطالبة الأخيرة لمدير وكالة الطاقة الدولية (الذي كان يعمل في “أوبك” سابقا) في 21 مايو المنصرم، ودعوته لتوظيف أكبر قدر من دخلهم لتسريع الانتقال للطاقة النظيفة، وهي دعوة تسلطية لانتقال كارثي مؤدلج وغير مدروس.
كما أن المنظّمة لا تعيش بمعزل عن عالم يشهد أحداث متسارعة ومرتبطة بالسيطرة على الموارد ومن ضمنها الطاقة، وهذا يعني بأن هناك العديد من التركيبات التنظيمية الجديدة ستنشأ، والقائمة منها ما سيعاد تشكيلها وأخرى ستُفتت أو ربما تندثر تماما، وها هي وزيرة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” تقولها صراحة – في 20 مايو – بأن مجموعة السبع تتطلع لتأسيس “كارتل” خاص لمستوردي النفط الروسي قائما على تحديد عتبة سعرية للنفط الروسي، ووزير الدولة الفرنسي “كليمان بون” – في 22 مايو – يدعو لإنشاء منظومة أوروبية لاحتواء أوكرانيا اقتصاديا فيها بعد تعذُّر ضمها حاليا للاتحاد الأوروبي، والرئيس الأمريكي – في 23 مايو – يعلن عن حلف اقتصادي جديد، و”أوبك” كمؤسسة ليست بمنأى عن هذا التحدي والذي ستواجهه لا محالة.
الحراك الحاصل حول وضد “أوبك” لا يسمح لها أن تبقى في حالة الهُمود الذاتي الذي تعيشه حاليا إذا ما أرادت الصمود وصنع التأثير الواجب إيجاده، مما يتطلب قيادة نوعية للنهوض بها كقطب اقتصادي هام في استقرار اقتصادات العالم، من خلال ممارسة دورها التكاملي ما بين تأمين إمدادات السوق النفطية، وحماية مصالح الدول المنتجة الأعضاء، وأيضا دعم مصادر الطاقة النظيفة لكي تكمل مسيرة تطور مصداقية الاعتماد عليها، وهذا يستدعي بالضرورة أن يعاد تأهيل بيئة العمل فيها من كافة الأبعاد التعاونية، والاجتماعية، والمناخية، والبيئية، والإدارية والاقتصادية، والسياسية، والمعززة بجهاز إعلامي محترف تحت مراقبة دقيقة للكلمات والرسائل الفاعلة والموجهة.
اختيار المرشح الكويتي هيثم الغيص للمنصب وبإجماع الدول الأعضاء في “أوبك”، بلا شك يدل على ثقة عالية في قدراته لقيادة المنظّمة في مسيرة جديدة وبنظرة مستقبلية، فهو صاحب معرفة وخبرة عميقة في صناعة النفط لأنه أتى من أسواقها وليس كمن سبقه ممن أتوا من مواقع حكومية في بلدانهم، إضافة أنه ترأس أول لجنة فنية في منظومة “أوبك بلس”، وهذا يعني إلمامه بأن التحديات القادمة ليست كسابقاتها، والتي تشتمل على ملفّات شائكة مثل:
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال