الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يحظى قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية على الاهتمام المباشر من اعلى قمة في هرم السلطة. اليوم الثلاثاء، الموافق 31مايو 2022م، هو يوم اخر شاهد على ذلك. حيث اصدر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين/ الملك سلمان بن عبد العزيز، امد الله في عمره، وحفظ الله العباد والبلاد في ظله، وظل ولي عهده، سمو سيدي الأمير/ محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، الموافقة على نظام الاتصالات وتقنية المعلومات.
“النظام يعد خطوة اخرى هامة في مشوار ترسيخ مكانة المملكة كمركز للتقنية والابتكار والقيادة ومحرك رئيسي لتسريع الاقتصاد الرقمي وتمكين الريادين وتعزيز تنافسية الوطن”.. هذا بعض ما افصح به معالي/عبدالله السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، في تغريده له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” معلقا على قرار المجلس الموقر.
لذلك وبهذه المناسبة المهمة لقطاع حيوي يحظى بمراقبة الجميع بمناظير مختلفة.. بداية من صناع القرار من مدراء تنفيذيين، وصولا الى أصغر عميل، مرورا برواد الأعمال والمستثمرين الذين يعدون وقود هذه الصناعة المؤثرة على قطاعات أخرى مختلفة كثيرة لا تقل أهمية عن قطاع الاتصالات نفسه، احببت ان اشارك القارئ الكريم هذه القصة القصيرة التي حدثت منذ عدة اعوام هنا في المملكة العربية السعودية :
بسبب سوء الخدمة المقدمة لاحد عملاء شركة من شركات الاتصالات في المملكة، والذي كان بالمناسبة مديرا تنفيذيا لاحد الشركات الغذائية الكبرى، قام باتخاذ الإجراء التالي:
بعد مرور عدة أيام على قرار المدير التنفيذي باستبدال مقدم خدمة الاتصالات باخر، علم رئيس مجلس الإدارة، و مالك الشركة الغذائية، بقرار مدير شركته بالتحول من مقدم خدمة الاتصالات الحالي الى مقدم خدمة اتصالات اخر.
بعدها قام هو نفسه، رئيس مجلس الإدارة، مالك شركة المواد الغذائية، بتسييل اكثر من ١٠ ملايين سهم، كان يمتلكها في شركة الاتصالات الأولى – سيئة الخدمة.
ملخص مختصر لما حدث لشركة الاتصالات – سيئة الخدمة: خسرت شركة الاتصالات اكثر من ٢٠٠٠ شريحة ( عميل) في يوم واحد – بمعدل سعر فاتورة شهري تتجاوز 300 ريال للعميل الواحد.
بعدها تم تسييل (بيع) اكثر من 10ملايين سهم من اسهمها على منصة تداول بشكل سريع، مما ضغط على سعر اسهم الشركة بشكل سلبي و مؤثر.
لم تتوقف القصة هنا. كان رئيس مجلس الإدارة، صاحب الشركة الغذائية الكبرى، والذي قد اقدم على تسييل اسهمه الذي كان يمتلكها في شركة الاتصالات الاولى، المقصرة في تقديم خدماتها اتجاه موظفي شركته، والذي كان بالمناسبة تجاوز الستين من عمره، يداوم على القيام بتجاذب اطراف الحديث بشكل تلقائي مع أصدقائه من كبار التجار، الصناعيين، والمستثمرين المهتمين، وذلك من خلال مجالسته لهم في مجلسه الاسبوعي.
مكررا على مسامعهم ما تم اتخاذه من قرارات من قبله، بعد قرار مدير شركته بالاستغناء عن خدمات شركة الاتصالات المقصرة. بداية من الغاء اشتراك اكثر من 2000 شريحة، وصولا الى تسييل اسهمه في تلك الشركة.
بالمناسبة، وكما يعرف عن من هم تجاوزوا الستين من العمر، أطال الله في أعمارهم، وابلغنا اجرهم، بانهم كثير ما يقومون بإعادة قصصهم على مجالسيهم، ولديهم ميل فطري الى اعادة استعراض الأحداث و الوقائع التي مرت بهم مع من يجالسون بشكل ممتع وان كان مكرر!
في ايجاز، بعد مرور أشهر قليلة، خسرت شركة الاتصالات – سيئة الخدمة اكثر من ٢٥% من قيمتها السوقية على منصة تداول، وكان تسييل عدد مهم من رواد اعمال مستثمرين وصناعيين مهتمين اسهمهم في هذه الشركة خلال فترة وجيزة سبب مرجح لذلك. هذا كان على الاقل من وجهة نظر صاحب القصة، الذي يعزي ما حدث من سوء خدمة مقدمة من قبل شركة الاتصالات الى تدني سمعة أدائها بين شريحة مؤثرة من المستثمرين المدركين لأهمية قطاع مثل قطاع الاتصالات، وكذلك مدى تأثير الاداء السلبي لإحدى شركات هذا القطاع الحيوي على كيفية سير الكثير من الاعمال التجارية والصناعية المؤثرة.
حيث يكاد يتفق جميع المهتمين بهذا القطاع الحيوي المهم ( قطاع الاتصالات) على مدى تأثيره على باقي القطاعات الاقتصادية، وهناك شبه إجماع فيما بينهم على أن قطاع الاتصالات اليوم هو معني بالدرجة الأولى في تقديم حلول الاتصال المتكاملة، ولا يجب ان تقتصر خدمات الشركات العاملة به و كما كان يحدث سابقا، على تقديم شريحة اتصال بتكلفة معقولة. هذا يعود بنا الى اهمية الموافقة الكريمة على قرار وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسير قدما في تعزيز شمولية هذا القطاع الحيوي المهم.
هذه القصة الموجزة تذكرنا بأهمية جودة الخدمة المقدمة للعميل من قبل القطاعات التجارية المختلفة، في اسوق تنافسية لا ترحم المنشآت المشغولة عن عملاءها النشطين او حتى المحتملين.
كذلك ايضا، مثل تلك القصص من واقع السوق، تعيد الى الاذهان اهمية استيعاب بل توقع ما قد يترتب على التقصير في خدمة العملاء من سلسلة احداث تكون مقدمة لتداعيات لا تحمد عقباها، تداعيات غالبا ما ستنعكس في نهاية الامر على المنشأة بمخرجات مخيبة لتطلعات العميل، وامال المستثمر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال