شركات التأمين والمليارات المهدرة

بلغة الأرقام قطاع التأمين يعاني من نزيف حاد ومستمر حيث بلغت الخسائر المتراكمة الحالية لشركاته 2.6 مليار ريال فيما تم إطفاء خسائر أخرى سابقاً بـ 3.2 مليار ريال، بمعنى آخر 5.8 مليار ريال تبخرت في عدة سنوات.

وخلال نفس الفترة قام المستثمرون بضخ مبلغ 6.1 مليار ريال لعله بسبب البحث عن طوق نجاة لاستثماراتهم من عاصفة إجراءات التصفية، أو بسبب محاولة البقاء في السوق من خلال الدخول في أوعية استثمارية متنوعة.

7 شركات في قطاع التأمين تم إلغاء إدراجها من قبل هيئة السوق المالية: وفاء ووقاية التي اتجهت لإجراءات التصفية وسند لا تزال أوراقها عالقة وكذلك 4 شركات اتجهت للاندماج مع شركات أخرى في نفس القطاع وهي الأهلي للتكافل وسوليدرتي والأهلية ومتلايف آيه آي جي .

هل المشكلة الحقيقية في إدارة تلك الشركات وفقدهم للحد الأدنى من إدارة المخاطر وعدم اتقانهم فن إدارة الأزمات؟ أم المشكلة في حجم السوق بوجود عدد كبير من الشركات يقابله شح في المنتجات التي تقدمها حتى ولو كانت الكثير من المنتجات إلزامية؟ ام أن وراء الأكمة ما وراءها .

القطاع بحاجة لحلول جذرية سواءً بالزامية الاندماجات أو بطرح منتجات أو فتح أنشطة أخرى تدعم النشاط الرئيسي .

يجب أن تعي جيداً مجالس إدارة تلك الشركات أن المنافسة لامتلاك حصة في السوق شرسة وصعبة للغاية في ظل وجود شركات احترافية تزيد حصتها يوماً بعد يوم.
ويجب أن يعي المستثمرون في ذلك القطاع حجم المخاطر التي تواجه استثماراتهم.