الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد الحديث عن “صناعة التجميع” في المقال السابق نتحدث اليوم عن “الصناعات التكميلية” التي تعتبر بوابة لبناء اقتصاد قوي وصلب ونأخذكم الى رحلة آخرى كانت في الصين الشعبية والتي غزت العالم بمنتجات مصانعها ..
في رحلة سابقة لمدن غوانزو وفوشان وشندا وبعض البلدات الصغيرة في جنوب الصين عرفت معنى وجود الصناعات التكميلية حيث تقوم عدة مصانع بإنتاج منتجاتها وتجمع كل المنتجات لصناعة منتج واحد تتحرك بإتفاقيات ووفق خطط مدروسة وبإنضباطية عالية .. سأبتعد قليلاً عن موضوع صناعات العبوات والمواد اللاصقة والمطاط والكرتون و … الخ بالرغم أنها تندرج تحت الصناعات التكميلية ولكنها ليست إنضباطية ومتروكة للسوق والتعامل بين المصانع كعرض وطلب مع التدقيق في “وقت الإنتاج والحاجة” مما يستلزم الطلب المسبق والتخزين وسأذهب الى صناعة القطع أوالأجزاء التي تحتاجها بعض المصانع لإكمال صناعة منتجاتها مهما صغرت أو كبرت تلك الاجزاء فهي جزء من منتج نهائي ..
بعض المصانع تلجأ لموردين وبعضها الآخر للاستيراد مما يترتب على ذلك ضعف في الإنتاج بسبب صعوبات في سلاسل الامداد وكذلك التكاليف المترتبة على ذلك من التخزين والشحن والنقل ونهاية الى وجود ستوكات كبيرة تم التحوط بها للمصانع ولكن السوق يتجاوز القديم ويبحث عن الجديد بالإضافة الى طُرق التخزين البدائية .. وكل هذه العوامل كفيلة برفع أسعار المنتجات وبهوامش ربح بالإمكان تقليلها ..
مما شد انتباهي في الصين هو وجود بعض المباني على 12 دورا تقريباً عبارة عن شقق ذكر لي المترجم أن تلك المباني كلها مصانع للصناعات الخفيفة “معامل” دخلت في أحد المباني ووجدت مصانع للساعات جميع القطع تُصنع وتجهز في نفس المبنى وبحركة اشبه ما تكون بخلية النحل حيث تتنقل القطع المتنوعة للمصنع النهائي وهو يقوم بتجميعها وارسالها للمصنع المختص بالتعبئة والتغليف ليتم تسليمها بعد ذلك لشركة التسويق ..
السوق يحتاج لشركات ومصانع تكميلية أكثر من الحاجة لمصانع تنافسية الذي يطغى على سوقنا، إذا نجح مصنع في إنتاج منتج معين ونجح في تسويقه رأينا المستثمرين يتجهون على إنشاء نفس المصنع لإنتاج نفس المنتج ولكن بأسم مختلف لذلك بعض المصانع خارج الخدمة حالياً، التنافسية مطلوبة للبعد عن الاحتكار ولكن حدتها مُفسدة والمفترض البحث عن ما ينقص هذه المصانع لصناعته وتوفيره لتقوم كل شركة أو مصنع بدوره ويأخذ حصته من الفائدة الرئيسية ولكن من يضع الأهداف ويرسم الخطط ويجعل العجلة تبدأ بالدوران، لدينا الإمكانيات ولدينا الحلول ولكن من يقود ذلك التحول على أرض الواقع ..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال