بيئة العمل ونادي الساعة الخامسة فجراً!

قال الفيزيائي د. معن باجنيد، ناصحاً الأجيال: ‏لا تقارن نفسك ولا تنشغل بغيرك إطلاقا، حدد أهدافك، اصرف وقتك في القراءة والدراسة والكتابة والتفكير الإبداعي والناقد في تخصصك، تواصل مع المتخصصين لطلب النصيحة وناقشهم، لا تخدع نفسك وغيرك بالدخول في إنجازات وهمية، كن واثقا بالله ثم بقدراتك، اخلق لنفسك البيئة المناسبة للنجاح.

كلام د. معن، اعتبره كلام العقل، وأقول للأخوة والأخوات من الجيل الجديد، لا داعي أن تعيدوا اختراع العجلة، وتستهلكوا أجمل سنين العمر في التنقل بين شركات وإدارات ومدن، للبحث عن بيئة العمل الكاملة، بإختصار لأن هذه البيئة المزعومة لم ولن تخلق. نعم، لن تجد بيئة العمل الكاملة، بل ستجد التقصير والإهمال في حقوق الموظف، وقد يجد البعض الاجحاف بحقه بلا هواده، رغم انه يعمل في أفضل الشركات وفي أعلى المناصب. يتسائل القاريء هنا، ما الحل، وكيف يتمكن الإنسان الطبيعي من المحافظة على رزقه في ظل حتمية سوء بيئات الأعمال.

الحل يكمن في تنمية مهارة إدارة الوقت للاستفادة من ساعات يومك المهدورة في الوحش المرعب المسمى “اللاشيء”، وهذه المهارة لن تكتسبها الا بالطاقة الايجابية التي ستقودك “طوعياً” إلى الانضمام لنادي الساعة الخامسة صباحاً، وهو المعنى الضمني لبدء يومك مبكراً والانطلاق للنشاط الحركي والعمل مبكراً مما يجعلك تنجز الأعمال بشكل أسرع وأدق، وطاقة إبداعية عالية.

وأسرد نصائحاً على سياق مقولة د. معن، فأقول: يجب أن تجسد إيمانك بالله من خلال بدء يومك مبكراً، بالاستيقاظ فجراً، للسعي وراء رزقك، اعتبر تحقيق أهدافك هو محور حياتك وليس بالسعي وراء “وهم” التفوق على الأخرين، اعتبر مسيرتك المهنية رحلة تعلم وليست رحلة لجمع المال، لا تعيد اختراع العجلة وتوجه نحو أخذ الحكمة والتجربة من السابقين، تأكد ان بيئة عملك وسعادتك ونجاحك فيها، هي قرارك الشخصي النابع من داخلك وغالباً لن يفيدك التنقل، أن كنت تبحث عن كمال او أفضلية.