الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إذا أردت أن تسافر إلى إحدى المدن السياحية المشهورة لأول مرة، فمن الطبيعي أن تبحث عن معلومات عنها (التأشيرة، التذاكر، الفنادق، المواصلات، الأماكن السياحية، المطاعم، الأماكن التي يجب تجنب الذهاب إليها…إلخ) و ستقوم بسؤال أصدقائك عن تجاربهم، و تجد نفسك تبحث عن آراء الأشخاص الذين سافروا إلى تلك المناطق، و بعد ذلك كله ستقوم بوضع خطة السفر. ففي الغالب، وجود الرغبة في السفر أو المقدرة المالية لا تكفي بحد ذاتها إلى الذهاب فوراً إلى المطار و من ثم السفر، إذ لا بد من الإعداد والتخطيط للأمر جيدا، فالتخطيط يساعد الإنسان على تحديد أهدافه، وإيجاد الطرق اللازمة للوصول إليها، هذا فضلاً عن الابتعاد عن السلوكيّات التي يُمكن أن تعرقل مهمّته أو تجعله لا يحقق الهدف المنشود منها.
على نفس السياق، لو كان أحد الموظفين يطمح في الحصول على منصب قيادي، فالرغبة و الشهادة بحد ذاتها لا تكفي. من المفترض أن يقوم الموظف بالقراءة عن مفهوم القيادة، ومهاراتها (التخطيط الاستراتيجي، التأثير، التحفيز، حل المشكلات، قيادة التغيير، التطوير…إلخ) و أن يتعرّف على تجارب الآخرين و قصص النجاح و الفشل و التعلّم منها، و بعد ذلك يقوم بوضع خطة لتطوير المهارات القيادية (المشاركة في مهام عمل جماعية، قيادة فرق، تحقيق إنجازات، العمل على مبادرات‘ استطلاع آراء الآخرين عن الأداء…إلخ). فبفضل هذا التخطيط سيتمكّن الأشخاص الذين لديهم طموح قيادي أن يتدرجوا في تطوير أنفسهم.
ومن المهارات التي تساعد على التخطيط الجيد: أولا: قوي علاقتك بالله تعالى واطلب العون منه في كل كبيرة وصغيرة في الحياة، يزيدك توفيقًا وثباتًا في وجه المصاعب. ثم حدد نقاط الضعف لديك واعمل على تقويتها من خلال الاستماع إلى مدربي التنمية البشرية أو الاستعانة بذوي الاختصاص والخبرات، فهم خير معين لك على معرفة كيفية التخطيط للمستقبل. وحدد نقاط قوتك، فهي سلاحك الأقوى في معركة الحياة. وتخلص من العقبات التي تواجهك بكل هدوء، فالذعر من شأنه أن يشتت انتباهك ويجعلك عرضة للتوتر النفسي.
تنظيم الوقت من خلال الجداول هو أمر مهم، فهي خير معين على الاستغلال الأمثل للوقت و الوصول إلى الأهداف المنشودة. و يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر، فالشخص المتعجل من أمره دائمًا ما يصيبه الضجر واليأس في منتصف الطريق، وربما يستبطئ الرحلة فيضع العدة ويرافق الكسل. و من المهم كذلك أن يعرف الشخص بأن لديه قدرات محدودة، فلا يحاول أن يقوم بأمور أكبر من قدراته في وقت مبكر فيتمكن منه الفشل.
يُوضّح التخطيط للمستقبل الاتجاه الذي يجب أن يسلكه الإنسان، فإنّ انعدام التخطيط من شأنه أن يشتت تركيز الشخص، الأمر الذي يدفعه إلى فعل أشياء غير مهمة، ولا تُفيده بالمستقبل؛ مما يتسبب في ضياع الوقت دون أي فائدة تُذكر. و يجب أن تكون غير محدود الطموح، فكلّما حقّق الإنسان إنجازًا محددًا سعى إلى الوصول إلى ما هو أفضل من ذلك، فالتخطيط لمستقبل الإنسان يجب أن يتخذ منحىً تصاعديًا، فالإنسان الطموح لا يعرف المستحيل، والمستقبل المشرق يلزمه الكثير من التخطيط والبذل والتضحية.
كما ينبغي على الإنسان أن يعلم بأن التدرج والتأني سنة من سنن الله في كونه، ذلك أن المولى قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وكان قادرًا على أن يخلقهن في لمح البصر، فلا تستبطئ النصر.
إبدأ اليوم في التخطيط و لا تتأخر، فكما تقول الحكمة الصينية : “أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة. ثاني أفضل وقت للزراعة هو الآن”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال