الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التنبؤ هو توقُّعَ الشيء، وإعداد العدة للتعامل معه؛ لذلك يمكن وصفه بأنه حالة انتقالية من عدم اليقين إلى اليقين، وذلك عن طريق البحث والتحليل إذ دون إدارة المستقبل تصبح عملية التنبؤ مجرد انتظار لوقائع المستقبل، التي من المحتَمَل أن تخالف أي توقع، وتُعد عملية التنبؤ بالطلب بأنها عملية تحديد المستوى المتوقع للطلب على سلع المنظمة وخدماتها لفترة زمنية محددة. ومن ناحية أخرى، يمثل الهدر ضياع الموارد أو جزء منها، كما يمثل الخسارة الناتجة عن أي نوع من الإنفاق المادي أو استغلال الموارد. وهو يتوازى مع الإسراف الذي يعني الاستخدام الزائد عن الحاجة، من هنا تتضح العلاقة الوثيقة بين التنبؤ والهدر.. إذ إن إعداد دراسة اقتصادية متوازنة وفاعلة، وإعداد الخطة لما يُستجد من المواقف، لا شك سيسهم في تقليص حجم الإنفاق غير المرغوب فيه، فالعلاقة بينهما علاقة تكامل.
وبوصف التعليم مصدرًا اقتصاديًّا للدخل القومي، فإن استخدام أساليب التنبؤ -بحسب دراسات متعددة- يؤدي إلى المحافظة على مستوى التعليم، وإعداد خطط تسهم في منع الهدر التربوي والمساعدة على إعداد الطالب والمعلم إعدادًا منضبطًا ومخطَّطًا له، ويساهم بفعالية في منظومة الحماية والأمان الاقتصادي، وحل المشكلات، وإدارته تعني ضبط حركة النظام الاقتصادي بكاملة، ويأتي ذلك متوافقًا مع تعاليم الشريعة الإسلامية الحريصة على حماية الموارد الدنيوية، حتى لو كانت نهرًا جاريًا. كما في الحديث الشريف أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ. رواه الإمام أحمد وابن ماجة.
لكن ماذا عن أساليب التنبؤ؟
هناك أساليب واستراتيجيات عدة يمكن الاعتماد عليها من أجل أن يحقق التنبؤ أثره المطلوب، وأهم هذه الأساليب والاستراتيجيات سلسلة ماركوف، وهي نوعٌ من تنميط العشوائية، أو تحويل الفوضى إلى نظام يمكن التنبؤ بنتيجته المستقبلية، وهو حالة انتقالية متتالية ومتدرجة، فمهما كانت المتغيرات عشوائية في حالة معينة، فسوف تكون النتيجة المستقبلية لها ثابتة. ومن الأساليب التنبؤية أيضًا السلاسل الزمنية، وهي مشاهدات متعاقبة تُبنى من خلال توالي الزمن، في مدد ليست بالطويلة، ويمكن الاعتماد عليها في تحديد نوع من التنبؤات الموثوقة. كما أن التعرف على التغيرات التي طرأت على الظاهرة ثم تحليل أسبابها ونتائجها وتحديد اتجاهاتها يمكن استخدامها للتنبؤ بالمستقبل، لذلك يمكن التنبؤ بمعدل النمو الاقتصادي لفترة قادمة من الزمن استنادًا على معطيات الفترة السابقة، ويجب أن تكون مدة التنبؤ منسجمة مع مدة التخطيط لأنه لا يمكن القيام بالتخطيط من دون التنبؤ.
وعن طريق مثل هذه الإستراتيجيات والأساليب يتخذ التنبؤ شكلًا من أشكال الإحاطة بواقع الحالة المدروسة واستشراف آفاقها المستقبلية، ومن ثم اتخاذ القرار المنضبط بشأنها، وهو ما يعزز عملية اتخاذ القرار، ويحيطها بالصواب، ويمكِّنها من أن تكون صالحة ومنطقية ومنضبطة، وبالتالي تقليل الهدر الاقتصادي، وتحسين كفاءة المنظمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال