الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما هو معروف، توجد العديد من التحديات الدولية المشتركة والتي تواجه العاملين في عالم التقنية، وأكثر تلك التحديات الدولية شيوعاً هو تحقيق التحول الرقمي الناجح، وتبني الحوسبة السحابية، وتعزيز الأمن السيبراني، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وإدارة البيانات وغيرها. وقد استطاعت المملكة التغلب على الكثير من تلك التحديات ووضع بصمة ريادية دولية لها في قطاع التقنية. وفي هذا المقال، سوف أستعرض بعض التحديات التقنية الدولية والتي استطاعت المملكة التغلب عليها والتفوق دولياً في إيجاد حلول لها، وكذلك سوف أذكر بعض أهم الشراكات السعودية الصينية في قطاع التقنية، والجهود المشتركة ذات الصلة.
حين نتحدث عن التحدي الدولي الأول، وهو تحقيق التحول الرقمي الناجح في الخدمات الحكومية والمصرفية، فقد تم تبني الاستراتيجيات الرقمية والتحول الرقمي الناجح في المملكة، تماشيا مع رؤية 2030، كضرورة أساسية من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث تهدف المملكة إلى زيادة نسبة مشاركة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من نحو 14% إلى 19% خلال السنوات القادمة، وكذلك خلق مئات الآلاف من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن. وبالفعل، قد تفوقت المملكة في مؤشر “نضج الحكومة الرقمية” واحتلت المرتبة الثالثة دولياً هذا العام 2022 بنسبة نضج بلغت نحو 97%، وأبهرت العالم بتحقيق ذلك الإنجاز خلال سنوات قليلة.
كما يأتي تحدي الحوسبة السحابية من ضمن التحديات التقنية الدولية، حيث تهدف الدول إلى أن تكون البيانات أمنة بينما يتحقق، في الوقت ذاته، هدف الحوسبة السحابية في تقليل تكاليف الخوادم والتي يتم استخدامها محلياً في المؤسسات. وقد أعلنت المملكة عن شراكة استراتيجية بين مجموعة علي بابا، عملاق التكنولوجيا في الصين، وشركة STC السعودية، حيث يتم ضخ استثمارات تُقدر بمليار دولار، من أجل تقديم الخدمات السحابية العامة، عالية الأداء، في المملكة.
ومن جهة أخرى، يأتي تحدي الأمن السيبراني كتحد دولى آخر، حيث يوجد طريقان متقاطعان يشكلان عقبتين في هذا المجال التقني: العقبة الأولى هي زيادة عدد الهجمات الإلكترونية وتعقيدها، والعقبة الثانية هي وجود الملايين من الوظائف غير الشاغرة حول العالم في مجال الأمن السيبراني. وقد تمكنت المملكة من تحقيق المركز الثاني دولياً في مؤشر الأمن السيبراني في عام 2022 واستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد.
ومن الجدير بالذكر، وتعزيزاً للعلاقات الاقتصادية بين المملكة والصين، فقد تم تأسيس في عام 2021 صندوق سعودي-صيني لدعم الشركات التقنية الناشئة في المملكة برأس مال يقدر بنحو 1.5 مليار ريال سعودي بشراكة بين (eWTp) الصينية المدعومة من قبل شركة (علي بابا) وصندوق الاستثمارات العامة. وشمل التعاون السعودي-الصيني كذلك إنشاء أول مركز تدريبي معتمد للدرونز لخدمة المتدربين في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك التعاون في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية.
واستكمالاً لتلك الشراكات، ففي هذا الشهر ديسمبر من عام 2022، ومن ضمن الاتفاقات الضخمة على هامش “القمة السعودية الصينية” في الرياض، فقد وقعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست” مع الشركة الاستثمارية الصينية “سينوفيشن فينتشرز” مذكرة تفاهم تهدف لإطلاق مشاريع التقنية، وإقامة شراكات لتطوير التقنية، والخدمات الاستشارية ذات الصلة.
وأخيراً وليس أخراً، وحسب التقرير السنوي لشركات التقنية المالية “فنتك السعودية” للعام 2022/2021، فإن عدد شركات التقنية المالية الإجمالية في المملكة بلغت نسبتها 87%. وسوف يتميز قطاع التقنية المالية في المملكة عالمياً، مستقبلاً، خاصة مع إطلاق 3 بنوك رقمية جديدة، وإصدار لوائح وأُطر تنظيمية جديدة من قبل البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، وذلك تماشياً مع بداية تنفيذ استراتيجية التقنية المالية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال