الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ستربط المملكة القارات الثلاث كنتيجة لموقعها الجغرافي المتميز، والمدعوم بخطط تجهيز البنى التحتية لخدمة هذه المهمة الاستراتيجية، والتي من ضمنها ميناء الملك عبد الله – في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي تقع على بعد 90 كم إلى الشمال من جدة، ثاني أكبر مدن المملكة، وهذا يفتح باب التساؤل حول أهمية هذا الميناء السعودي تحديدا.
ميناء الملك عبد الله المطل على البحر الأحمر يشغل مساحة 17,4 كم2، هو أحد الركائز الأساسية في منظومة المواصلات السعودية المتكاملة، ومن خلاله يمكن توجيه البضائع إلى أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا لخدمة أكثر من 400 مليون مستهلك، إضافة لأسواق جنوب أوروبا، فهو على أحد أهم مسارات التجارة العالمية.
كما أن ميناء الملك عبد الله سيخدم القطاع التجاري السعودي بسبب تواجده داخل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي فيها كل من الوادي الصناعي ومنطقة إعادة التصدير، ويرتبط عبر شبكة طرق سريعة بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة التي تشكل المركز التجاري الرئيس في المملكة، وأيضا سيخدم القطاع الصناعي (البتروكيماويات) بسبب مقربته من المدن الصناعية في كل من رابغ وينبع.
ما يميز هذا الكيان الاستراتيجي هو أنه أول ميناء بالمملكة يمتلكه ويطوره ويديره القطاع الخاص، وعلى مستوى المنطقة يعتبر أحد أكبر مشاريع البنية التحتية التي ينفذها قطاع خاص في الشرق الأوسط، وبالرغم من حداثة انطلاقه في عام 2010 وبدأ عمليات الشحن العابر في سبتمبر 2013 حتى وصل لحالة التشغيل الكاملة في يناير 2014، انضم إلى قائمة أكبر 100 ميناء في العالم، واليوم يتربع في المركز 73 ضمن قائمة “ألفالاينر” لأكبر 100 ميناء في العالم.
ما زال التطوير مستمرا بحيث ستتمتع كافة أرصفته – التي يبلغ عددها 30 رصيفاً – بعمق 18 متراً، مما يجعلها أعمق أرصفة موانئ في العالم، إضافة للعمل على إنشاء 5 أرصفة خاصة بأنشطة الدحرجة، ليكون قادرا على استيعاب 1.5 مليون سيارة في السنة، ومناولة 25 مليون طن من البضائع السائبة سنوياً، و 25 مليون حاوية قياسية، ويصنف الميناء اليوم – في تقرير مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2021 الذي أصدره البنك الدولي ومؤسسة “إس أند بي جلوبال إنتليجانس” – في المرتبة الأولى من بين 443 ميناءً كأكثر موانئ الحاويات كفاءة في العالم.
هذا التطور السريع والنوعي قد سرّع من جذب الاستثمارات في الملاحة البحرية لإقامة شراكات مع الميناء، من بينها أكبر خط ملاحي في العالم “مرسك” الذي أنشأ مركزه للخدمات اللوجستية المتكاملة والذي يعتبر أول مركز للبتروكيماويات في قطاع الشحن بالمملكة، بحيث يلبي المتطلبات اللوجستية الحيوية للمصدرين المستفيدين من حلول هذه الشركة العملاقة، إضافة لانطلاق خدمات النقل البرية للبضائع، والتخليص الجمركي، والخدمات اللوجستية البحرية، بما يضمن تقديم خدمات لوجستية متكاملة، وبشكل أساسي لمصدري البتروكيماويات بالمملكة، بفضل ما يتميز به الميناء من مساحة شاسعة مخصصة لمناولة البضائع وتخزينها.
ميناء الملك عبد الله مفخرة بحق، فهو يمضي قدما لكي يصبح نقطة ارتكاز رئيسة للتجارة التي تمر عبر البحر الأحمر والمقدرة حاليا بأكثر من 13% من مجمل التجارة عبر البحار، والربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، لينسجم استراتيجيا مع رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد وطني مزدهر، يتمتع بالتنافسية العالمية ومصادر دخل متنوعة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال