الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعيش مدينة الرياض تطوراً متسارعاً منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والتي احدثت تغيراً كبيراً في حاضر وحتى مستقبل المدينة ومن يقارن بين الرياض قبل إطلاق الرؤية وبعدها سيلاحظ الفرق الواضح على كافة الأصعدة، فالرياض اليوم تعد من المدن العالمية التي يشار لها بالبنان وهي ثالث أذكى عواصم مجموعة العشرين في مؤشر IMD للمدن الذكية متفوقةً على مدنًا عريقة مثل باريس لوس أنجلوس ومدريد وهونج كونج. كما أصبحت الرياض عاصمة للتقنية ووجهة سياحية واقتصادية، كل هذا تحقق بدعم من قيادتنا الرشيدة واهتمام ومتابعة من عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان حفظه الله فالمستقبل سيكون مشرقاً إن شاء الله وسنرى الرياض في صدارة المدن العالمية كما هو مخطط لها.
لكن هذا لا يعني أنه هناك العديد من التحديات والعقبات في هذا الإطار وأجزم أن هذا الأمر لا يخفى على المسؤولين خصوصا في أمانة الرياض أو الهيئة الملكية لتطوير الرياض. واتضح ذلك جلياً في لقاء سمو أمين منطقة الرياض في برنامج في الصورة والذي تحدث فيه عن مواضيع كثيرة ومهمة سواء في يتعلق بالمشاكل والتحديات الحالية أو بعض النقاط التي تخص المشاريع المستقبلية مثل مشاريع النقل وغيره.
لذلك اتمنى أن يتم تبني استراتيجية لأن تكون الرياض مدينة ذكية فهي الحل للعديد التحديات التي تواجه المدينة وحتى التحديات المستقبلية خصوصاً مع التزايد العمراني والسكاني وانتقال عدد مقار الشركات لتكون الرياض مقراً إقليميا لها. فلا أحد ينكر أن التزايد المتسارع في الانتقال نحو مدينة الرياض والمشاريع الأخرى أفرزت عديد التحديات المتعددة. حيث يمكن بسهولة ملاحظة المشاكل المرورية والتلوث ومستوى الانبعاثات بسبب الاعتماد الكلي على السيارات الخاصة بدلا من وسائل النقل العامة كذلك مشاكل التشتت الحضري وأصبح هناك نمو افقي لدرجة أن الرياض تعدد حدودها وأصبحت بعض القرى جزء من الرياض وهذا امر متوقع وطبيعي في المدن الكبرى. فمثل هذه الزيادة تسبب ضغوط متعددة ع أنظمة البنية التحتية والتي تم تصميمها بعضها لعدد اقل من السكان كما تستنزف قدرا كبير من الميزانية الحكومية. ولمواجهة هذه التحديات يكمن الحل في فكرة المدن الذكية وتطبيقاتها بحيث يتم تبني حلول ذكية وسائل تقنية حديثة وانظمة اتصالات متطورة لتحسين الخدمات المقدمة مع التقيد بوسائل الاستدامة البيئية والاجتماعية.
وهناك العديد المزايا التي تقدمها المدن الذكية ومنها:
على الرغم من هذه المزايا التي تقدمها المدن الذكية الا انه هناك العديد من المعوقات التي تواجه المدن في هذه الطريق والتي قد تتسبب في فشل العديد من مشاريع المدن الذكية في مهدها. فنجاح تجربة مدينة ذكية في دولة ما لا يعني نجاحها في مدينة اخرى في نفس الدولة وهذا سبق أن حصل في اسبانيا حيث تعد مدينة برشلونة من التجارب الناجحة عالميا لكن في الوقت نفسه لم يلق مشروع مدينة سانتاندير النجاح ذاته كما توجد أنه هناك تجارب أخرى لم تنجح وفق ماهو مخطط لها سواء بسبب سوء التخطيط أو ضعف التمويل أو الوعي السكاني أو حتى طريقة التعامل مع البيانات وخصوصية الافراد وغير ذلك.
ختاماً: يجب أن نشير إلى ان كل مدينة فريدة من نوعها ولها وضعها وتحدياتها ومتطلباتها الخاصة ولابد من دراسة دقيقة لها وعدم نسخ التجارب من نماذج أخرى أو السعي وراء الإعلانات التجارية والعروض من الشركات، كذلك لابد الابتعاد عن التعقيد والمبالغة في الانظمة والاجراءات على حساب السكان وتسهيل حياتهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال