الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
احتلت المملكة العربية السعودية المراكز 36، 38، 41 لأعوام 2018، 2019، 2020م على التوالي في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي لمنظمة الأمــم المتحــدة للتنميــة الصناعيــة. لهذا المؤشر العالمي عدة مكونات أساسية ، ومن أهمها مكون التصدير والذي أثر على ترتيب المملكة عالميا بين الدول الصناعية . ولو أمعنا النظر تحليلاً في عنصر التصدير ذي الوزن الثقيل في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي العالمي لوجدنا أن التصدير ليس مقصوداً بحد ذاته بشكل مطلق.
وبنظرة أكثر تركيزا على الفجوة الموجودة بين مركز المملكة وبين متوسط الدول التي تحتل المراكز العشرة الأوائل ( ألمانيا واليابان والصين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وايرلندا وسنغافورة وهولندا وتايوان وسويسرا) سنتعرف على الأسباب والعوامل المؤثرة في وجود هذه الفجوة . وأهم هذه العوامل هي حصة الصادرات المصنعة من إجمالي الصادرات و مؤشر نصيب الفرد من الصادرات المصنعة و مؤشر جودة الصادرات الصناعية السعودية، و حصة المملكة من مؤشر القيمة المضافة العالمي وأخيرا مؤشر نصيب الفرد من القيمة المضافة من التصنيع.
وللوصول بالصناعة الوطنية لمراكز تنافسية عالمية متقدمة في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي العالمي جاءت الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله مرتكزة على ثلاثة أهداف رئيسية هي:
1- بنـــاء اقتصـاد صناعي وطني مرن قـــادر على التكيـف مع المتغـيرات بزيادة المرونة الصناعيـــة عـــبر التصنيع المحـلي، وتقليـل مخاطـر اضطرابـــات سلاســـل الإمـــداد.
2- تكويـــن مركز إقليمي صناعي متكامـل لتلبية الطلب بالاستفادة مـــن حجم السـوق المحلي والأسواق الإقليميـة عـــبر نمـــوذج تكامـل اقتصـــادي في السلاسـل القيمية والمنتجات المرتبطة بها وخلق قدرة تنافسية.
3- تحقيق ريـــادة عالمية في صناعـــة مجموعة من الســـلع الصناعية المختارة الـــتي تتطلـــب تبني مجموعـــة مـــن تقنيـــات الثـــورة الصناعيـــة الرابعـــة، والتركيز عـــلى مجالات البحث والتطوير والابتكار فيها.
وتتماثل هذه الأهداف الاستراتيجية مع معظم الأهداف الاستراتيجية للدول الصناعية الكبرى كالولايات المتحدة والصين وألمانيا مع اختلافات في التفاصيل نتيجة طبيعة وحجم هذه الاقتصاديات العملاقة. فمثلا الاستراتيجية الصناعية الألمانية ٢٠٣٠ تضع الاستقلال التكنولوجي الألماني وتحسين كفاءة رأس المال البشري في أعلى اهتماماتها. أما الاستراتيجية الصينية ( صنع في الصين ٢٠٢٥) فتركز على التصنيع الذكي واستبدال التقنية الأجنبية بالمحلية يتحفيز ومتابعة ودعم مباشر من الحكومة المركزية ،فسياسة القاعدة إلى القمة في تكنولوجيا الإنتاج المتقدمة لا تزال ضعيفة بشكل عام ولا تفسر الطفرة الصينية الحالية.بدلا من ذلك، فإن السياسة الصناعية الصينية من أعلى إلى أسفل هي المحرك الرئيسي وراء التصنيع الذكي في الصين. أما استراتيجية الريادة الصناعية للولايات المتحدة فتقوم على ثلاثة أسس هي تطوير ونقل تكنولوجيات التصنيع الجديدة و تثقيف وتدريب وربط القوى العاملة في مجال التصنيع ، وتوسيع قدرات سلسلة التوريد الصناعية المحلية.
إن تحقيق هذه الأهداف والتي تشترك في استهدافها الاستراتيجية الوطنية للصناعة مع استراتيجيات الدول الصناعية المتقدمة، والحفاظ على مكتسبات تحقيقها بعد ذلك ، والتعلم من التجارب، وتصحيح الأخطاء، وتجاوزها، والإيمان بأن نجاحها مرهون بتعاضد القطاعين العام والخاص والعمل الجاد والتفاني لتحقيق مركز متقدم في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي العالمي .
في سلسلة هذه المقالات (حديث حول الاستراتيجية الوطنية للصناعة) سوف نتحدث عن الاستراتيجية الوطنية للصناعة بشكل موسع ، مع تحليل الأهداف العامة والفرعية وطرح التحديات التي تواجه قطاعاتها ، ونأمل أن تعضد هذه الأحاديث ما قدُم من جهد مشكور من وزارة الصناعة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال