الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم يكن القرار مفهوما، وغير مبررا بإعفاء مستثمري الخارج من شرط السعودة في المناطق الاقتصادية الخاصة ومن ضمنها منطقة راس الخير، وذلك خلال الاعلان المصاحب لمنتدى الاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة قبل عدة أسابيع.
فبعد ٩ اعوام من إعلان أحد الوزراء الحاضرين في المنتدى عن 150 ألف فرصة عمل في مشروع رأس الخير، يأتي اليوم من خلال المؤتمر ليعلن عن إعفاء المستثمرين من شرط السعودة.
فلمن سوف تذهب 150ألف فرصة عمل التي أعلن عنها سابقا؟
والسؤال الاهم ما هو العائد الاقتصادي والذي من أجله نتنازل عن اهم شرط للاستثمار الأجنبي والصناعة وهو توفير الوظائف للمواطنين؟
الرؤية علمتنا ان نجاح اي مشروع يرتبط بتأثيره الإيجابي على المؤشرات الاقتصادية وأهمها مؤشر البطالة، فأين هي تلك المؤشرات والتي من اجلها تنازلنا عن أمل مئات الألاف من شباب وشابات الوطن الذين يدخلون سوق العمل سنويا؟
وكيف يكون استيراد المصنع ومعداته وعمالته ومواده الخام من الخارج إنجاز؟
او يكون له اي تأثير ايجابي على المؤشرات الاقتصادية؟
اشعر بالقلق.. ولا اعرف ان كان السبب عدم فهمي او هاجس الخوف لدي، من ان ينمو اقتصادنا الصناعي وتزداد عدد المصانع دون وجود تنمية حقيقية.
وتكون تلك المصانع عبئا اقتصاديا لا تؤثر ايجابيا على المؤشرات الاقتصادية .ولا تضيف أي اقتصاد معرفة للأجيال القادمة.
في عام 2018م تتبعت إحدى الصناعات الحديثة التي بدأ الطلب عليها محليا عاليا وتتوفر لدينا جميع الامكانات لنجاحها من مواد خام وبنية تحتية ضخمة للمدن الصناعية، والاهم بدء الطلب العالي على تلك الصناعة وهي صناعة مقطورات الألمنيوم لنقل الوقود الخام. لكنها لم تولد تلك الصناعة محليا واعتمدنا على استيراد معظمها من الخارج.
تواصلت مع الجهات والشركات الحكومية المعنية بالأمر ولا اعرف لماذا لم تولد عندنا تلك الصناعة وجميع الظروف مهيئه لها.
لم أجد إجابة سوى ان كل جهة تلقي باللوم على الجهة الأخرى.
وكتبت حينها مقالا (لماذا لم تنجح صناعة مقطورات الالمنيوم؟)
المصنع او الاستثمار الذي لا يوفر لي ولأبنائي فرص عمل مناسبة، وليس لديه تأثير على المؤشرات الاقتصادية سيفقد ثقة الفرد الذي يقف امام ارفف المتاجر لاختيار المنتج الوطني.
وسيفقد ايمان المجتمع والتزامه لدعم الصناعة وكما خسرنا فرصة صناعة مقطورات الالمنيوم سنخسر عشرات الفرص وقد تكون المئات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال