الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أسئلة كثيرة تُطرح حول مجموعة بريكس، ربما لوجود دول مثل الصين والهند وروسيا ضمن أعضائها، و قدرتها أن تكون نداً لأمريكا و الدول الأوروبية، بل و قدرتها على تعديل مسار الاقتصاد العالمي، و موازنة نفوذ القوى و السياسة العالمية، و فك سيطرة القطب الأوحد المتحكم بدرجة عالية من خلال دولاره و قوته العسكرية و تأثيره في المنظمات والهيئات الدولية.
تأتي هذه الأسئلة بمناسبة عزم دول البريكس عقد اجتماعها في شهر أغسطس القادم في جنوب أفريقيا، الذي سيركز كثيراً على ايجاد عملة بديلة للدولار، تقلل سيطرته و تمنح دول العالم ارتياحاً و فكاكاً من سيف أمريكا الذي ترفعه في وجه من يخالف سياساتها و تدخلاتها و عقوباتها.
المؤكد أن العالم، بصراعاته ومشكلاته و تهور بعض قادته و بحثهم عن الشعبوية، بحاجة إلى أكثر من قطب، بل أكثر من تكتل و تجمع مثل ما تفعل دول مجموعة السبع وذلك لإيجاد التوازن وإعادة الاستقرار و الهدوء لهذا العالم. هل تنجح مجموعة البريكس الخمس في ذلك، إذا رأينا أن دولها الثلاث الأكثر تأثيراً تواجه الكثير من المشاكل؟ فروسيا غارقة في حربها مع اوكرانيا، أو مع الغرب عموماً، ممثلاً في اوكرانيا بالوكالة، و الصين تتعرض لضغوط أمريكية أثرت على اقتصادها و نموه، مع دفع أمريكا لها للدخول في حرب مع تايوان و جرها لذلك، و برزت لها أخيراً معضلة سكانية تتمثل في نقص نسبة المواليد، و هو ما اعترفت به بكين و أكدت أنها ستدفع ضريبة ذلك مستقبلاً بالرغم من جهودها التي أخذت بها حديثاً لمواجهة الوضع الديموغرافي لديها، و الهند، هي الأخرى، تعاني الكثير من المشاكل التنموية المتعددة، التي زادت سوءاً من خلال تعامل الحزب الحاكم مع الأقليات و التضييق عليهم.
نتيجة لكل ذلك، هل تتقوى دول البريكس بدخول لاعبين جدد و مؤثرين على الساحة الدولية، و هذا ما يتردد كثيراً، بل هناك من يطرح بعض الأسماء المتوقع انضمامها قريباً للمجموعة، أم تبقى هذه الدول على وضعها و يقتصر دورها في المماحكة و المناكفة مع دول الغرب، وأمريكا تحديداً، لايجاد بعضاً من التوازن، والضغط على خصومها لتهدئة اندفاعها و كبح جماحها لمراعاة مصالح بقية شعوب الأرض. لا شك أن عالمنا بحاجة إلى من يوجد ذلك التوازن، و لعل دول البريكس أو غيرها يستطيع ذلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال