3666 144 055
[email protected]
والآن بعد أن تحولت عدد من الأندية السعودية لشركات، وبعد أن تكونت مجالس إدارات ممن حققوا نجاحات مهنية في مسيراتهم العملية، ونحن نشهد زخم غير مسبوق لاستقطاب أبرز الرياضيين من جميع أنحاء العالم، ونحن أيضا نشهد تطورات تشريعية على صعيد الشركات بصفة عامة وعلى صعيد الشركات الرياضية والقطاع الرياضي بصفة خاصة، لا بد من أحكام تطبيق أعلى المعايير وإحكام تطبيق حوكمة صارمة في شركات الأندية الرياضية تنفيذيا وهيكليا وعلى صعيد الجهاز الرقابي في هذه الاندية بما يضمن إحكام وجودة تنفيذ كل ما يتعلق بالصرف والادارة وتطبيق الأنظمة ذات العلاقة لجعلها نموذجا محترفا لكافة الأندية الرياضية على مستوى ليس المنطقة فحسب، بل القارات والعالم.
في رأيي بالامكان ذلك متى تظافرت الجهود من كل من وزارة الرياضة ووزارة التجارة وايضا الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه وكذلك رابطة دوري المحترفين، بل وهيئة السوق المالية في حال كان المخطط إدراج الشركات الرياضية في سوق الأسهم لاحقا. ايضا أحكام المنظومة الهيكلية لشركات الرياضة سيسهل عملية استقطاب الكفاءات المحاسبية والادارية والرقابية والفنية كذلك.
المحفز الأساسي والأول للمحترفين والمميزين رياضيا في العالم للقدوم لأندية المملكة في المرحلة الحالية هي المادة والمادة فقط، بل وشاهدنا احد المحترفين على وشك التقاعد يرفض عرضا من أحد الأندية السعودية على الرغم من ضخامته، وليس الهدف هنا استعراض المسببات، ولكن الهدف ضرورة العمل على معالجة هذه المسببات. واعتقد ان هذا الامر يجب ان يدرس بإمعان من قبل هيئة الترفيه ووزارة السياحة، فلعل جودة الحياة وما يتعلق به من ترفيه له علاقة مباشرة لإحجام عدد من المتميزين من القدوم لبلادنا رغم المميزات المادية الضخمة.
اعتقد لنجاح شركات الرياضة في ان تكون محورية في المنظومة الرياضية العالمية لا بد من رفع جودة الحياة لمستويات عالية جدا وهذا يتطلب خطوات جريئة من كل من هيئة الترفيه ووزارة السياحة، حتى نصل لمرحلة يصبح معها مجرد الحياة في المملكة ميزة كبيرة ممن يتلقى عروض القدوم، وليس فقط العروض المالية الضخمة.
ايضا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والجهات الأكاديمية الخاصة والعامة عليها مسؤولية، فما المانع من ان يسمح للمعلمين والمعلمات الرياضيين (المميزين) من العمل والانتداب لدى شركات الرياضة دون الإخلال بواجباتهم وواجباتهن في القطاع التعليمي، وما المانع ان يكون هناك تخصصات اكاديمية رياضية بحته في الجامعات الخاصة والعامة على حد سواء، تعطي شهادة بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في التخصصات الكروية وغيرها من مجالات الرياضة، وما المانع ان نكون رواد العالم في هذه التخصصات الاكاديمية بما يضيف لهذا القطاع الأبحاث العلمية المستقلة الممكنة لتطوريه دوليا وليس فقط محليا.
في النهاية لا يسعني سوى الدعاء بالتوفيق لكل العاملين في هذا المجال، ولعله من المناسب ان أذكر اني لم اشاهد مباراة كرة قدم في حياتي، ولا اعتقد ان ذلك الوقت الذي اشاهد فيه مباراة سيأتي، ليس لشيء سوى أني لا أحب كرة القدم. ولكن احب البلياردو، ورغم حبي لها لا اجيدها.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734