3666 144 055
[email protected]
يقوم صندوق الاستثمارات العامة بدور مهم وحيوي في دفع عجلة التحول الاقتصادي، وهو عامل أساسي في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تلك الرؤية الطموحة لمستقبل زاهر والتي لم تقتصر على مجال دون آخر، بل اختارت الشمولية في العطاء والعمل والتخطيط الاستراتيجي، لتشمل كافة الجوانب في مملكتنا الغالية اقتصادية، رياضية، مجتمعية، رؤية رسمها ” ملهمنا ” سمو ولي العهد ” الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ” لنشعر ونستشعر أهمية تحقيق أهدافها، ونساهم بكل ما أوتينا من إمكانيات في سبيل الوصول لـ 2030 ونحن كلنا فخر بالوطن والمنجز بمشيئة الله تعالى.
عمل برنامج صندوق الاستثمارات العامة على إنجازات كبيرة، وتمكن من مواجهة الكثير من التحديات وإيجاد الحلول لها من خلال تأسيسه للكثير من الشركات المحلية مثل شركة نيوم وشركة البحر الأحمر للتطوير وشركة روشن العقارية وشركة القدية للاستثمار وغيرها من الشركات، بهدف رفع نمو أصول الصندوق من خلال أطلاق قطاعات جديدة لتنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية والاستثمار في القطاعات الواعدة.
وعلى الصعيد العالمي أطلق الصندوق محفظتي استثمار عالمي، وقد نجح صندوق الاستثمارات العامة في تكوين علاقات واسعة مع مختلف المستثمرين العالميين وتمكن من توطين مكانته عالميًا.
“الاستثمار.. مستقبل يُصنع بمبادرة”
أطلق صندوق الاستثمارات العامة العديد من المبادرات وكان من ضمن هذه المبادرات “تنويع وإثراء تجربة السياحة والترفيه والرياضة في المملكة لتحقيق مجتمع أكثر حيوية”.
وفي هذا المقال والذي يتكون من سلسلة من ثلاثة أجزاء أردت أن أسلط الضوء على هذه المبادرة والتي تركز على مجالات السياحة والترفيه والرياضة.
تتمتَّع السياحة بأهمية قصوى في عالمنا اليوم؛ فهي ركيزة مهمة باعتبارها أحد الأنشطة الاقتصادية الأساسية التي يقوم عليها نجاح الكثير من الاقتصاديات، وتعتمد عليها كثير من الدول كمصدر حيوي للدخل القومي ودفع عجلة النمو الاقتصادي بها.
ولا يخفى على أحد ما تحظى به السياحة السعودية من دعمٍ كبيرٍ، وما توليه قيادتنا الرشيدة وحكومتنا الحكيمة من اهتمام يتزايد عامًا بعد عام بل يومًا بعد يوم، وهذا ما يشهد به كل من تطأ قدماه أرضنا المباركة، وقد هيأت- لهذا الشأن تحديدًا- العديد من الهيئات والمنظمات المختصة، بل إنه يكفي للتدليل على ذلك ما يقوم به صندوق الاستثمارات العامة والهيئة السعودية للسياحة من إنجازات كبيرة في فترة وجيزة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر تمَّ الإعلان عن مشروع تطوير البحر الأحمر من قبل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، ذلك المشروع الواقع على شاطئ البحر الأحمر، مشروع السياحة الفاخرة الأكثر طموحًا في العالم، والذي يحتوي على جزر وسواحل وشواطئ وبراكين خامدة، سيعمل هذا المشروع على إعادة تعريف مفهوم الرفاهية، وسيرحب بالزوار الذين ستتاح لهم فرصة استكشاف عجائب ساحل البحر الأحمر، والتعرف على التراث الثقافي للمملكة.
فضلًا عن مشروع مدينة نيوم (NEOM)المشروع الضخم الذي يقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية على البحر الأحمر، حيث تم بناؤه من الصفر ليكون حاضرةً تنبض بالحياة ، تُحدّد فيه ريادة الأعمال مسار هذا المستقبل، نيوم المكان الذي يقصده أصحاب الطموح، وسيتسم هذا المكان بالحفاظ على البيئة، ويضم عددًا من المدن والموانئ والمناطق التجارية ومراكز البحوث والمرافق الرياضية والترفيهية والوجهات السياحية، وبوصفه مركزاً للابتكار سيستقطب روّاد وقادة الأعمال والشركات المزدهرة للبحث في التقنيات والمشاريع الجديدة واحتضانها وتسويقها بأساليب مبتكرة (صندوق الاستثمارات العامة).
وكذلك المشروع الحلم الذي أصبح واقعًا مدينة المستقبل “ذا لاين” والذي يهدف إلى بناء مدينة كبيرة، يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة والمستدامة فيها، واستخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الشمسية والتحكم الذكي في المدن والتطبيقات الذكية، ويتم تصميم المدينة لكي تكون مستدامة بيئيًا وتتمتع بجودة عالية في الحياة، ويهدف ايضًا إلى تحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي للأعمال والسياحة والترفيه.
وايضًا مدينة تروجينا وهي مشروع ذو وجهة عالمية للسياحة الجبلية في نيوم، هذا المشروع الذي قال عنه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله: ” سيسهم مشروع تروجينا في إعادة تعريف مفهوم السياحة الجبلية العالمية عبر توفير منظومة سياحية صديقة للبيئة في كل أبعادها، تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز جودة الحياة، وتوفير حياة آمنة وصحية للجميع، وتؤكد سعينا لتفعيل الجهود العالمية في الحفاظ على عناصر الطبيعة، وستشكل “تروجينا” إضافة مهمة ونوعية للمشاريع السياحية في المنطقة انطلاقاً من الاستثمار الأمثل للتنوع الجغرافي والبيئي لمختلف مناطق المملكة وفق رؤى عصرية متقدمة، وبما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني والاستفادة من الثروات الطبيعية وتنميتها وحفظها للأجيال القادمة”.
كذلك شركة الدرعية، وهي إحدى المشاريع الكبرى التابعة لصندوق الاستثمارات العامة والتي تقوم بتطوير مشروع الدرعية لتكون أحد أبرز الوجهات السياحية والثقافية على خارطة العالم، ويكتسب هذا المشروع أهميته بكونه يحتضن العديد من المعالم التراثية والثقافية المتعلقة بتاريخ مملكتنا الحبيبة، وعلى رأسها حي الطريف التاريخي أحد مواقع التراث العالمي والمسجل في منظمة اليونسكو للتراث العمراني ومهد انطلاق الدولة السعودية الأولى، لتكون الدرعية وجهةً ومقصدًا عالمي يعكس ويحتفي بالإرث السعودي العريق. كما سيتيح مشروع الدرعية للزوّار والسيّاح فرصة التعرف عن قرب على تاريخ المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال العديد من المعارض والفعاليات الثقافية. (صندوق الاستثمارات العامة).
والجدير بالذكر أن السياحة الدينية كذلك تمثِّل واحدة من أهم مرتكزات الاقتصاد في بلادنا الحبيبة، إذ إن جموع المسلمين من شتَّى أنحاء العالم يقصدونها بهدف تأدية فريضة الحج أو تأدية سنة العمرة؛ نظرًا لأن بها مهد الدين الإسلامي الحنيف وأنها تضم أطهر بقاع الدنيا مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
ولا يفوتني أن أشير إلى أكبر متحف إسلامي في العالم الذي تخطط المملكة لجعله مزارًا لضيوف المملكة الذين يرغبون في الوقوف على التاريخ الإسلامي العريق، والذي سوف يعبر بزوارة في رحلة عبر عهود الحضارة الإسلامية المختلفة بطريقة تفاعلية وباستخدام التقنيات الحديثة.
الحمد لله على نعمة الإسلام، ثم الحمد لله على نعمة المملكة العربية السعودية.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734