العلاقات هي العمود الفقري للحياة البشرية، وهي كذلك أيضًا ركيزة جوهرية في بناء المسار المهني، إذ يفقد الفرد الكثير من الامتيازات في حال عدم توثيقه للعلاقات مع القادة والموظفين البارزين في القطاع الذي ينتمي له، ووفقًا لشركة غالوب العالمية للتحليلات والاستشارات، أنّ الأشخاص الذين لديهم زملاء عمل مفضلين يميلون إلى المشاركة بشكل أكبر في أنشطة العمل نتيجة لارتفاع معدل الرضا الوظيفي.
ولكن في المقابل يُعاني بعض الأشخاص من عدم القدرة على بناء العلاقات المهنية بشكل وطيد، لذا سأتطرق إلى الخطوات المساعدة لبناء العلاقات المهنية الاحترافية وكيفية الاستفادة من تلك العلاقات.
خطوات مساعدة في بناء العلاقات
- التقدير والاحترام يقطعان شوطًا طويلًا في بناء العلاقات المهنية الهادفة، لذا فإنّ احترام المرؤوسين والعملاء ورؤساء العمل وزملاء المهنة والمستثمرين هو الخطوة الأولى، ويتم ذلك من خلال إظهار اللطف والتهذيب في استخدام الكلمات المسموعة أو المكتوبة، واتباع السلوكيات الاحترافية في التعامل.
- التواصل الفعّال عنصر هام، ولا يقتصر على التحدث بطلاقة فحسب، بل يشمل لغة الجسد الجيدة وتنفيذ مهارات الاستماع والملاحظة، كذلك القدرة على إيصال المعلومات بشكل واضح باستخدام الهاتف والبريد الإلكتروني، والحرص على جعل كلماتك بسيطة، قصيرة ومفهومة.
- تخصيص وقت لبناء العلاقات، كأن تقوم بتحديد وقت في جدولك الأسبوعي للتركيز على تعزيز العلاقات التي تريدها سواءً مع الزملاء أو العملاء أو قادة الأعمال الآخرين، من خلال تبني اجتماعات دوريه سريعة أو إرسال رسالة تقدير لأحدهم، هذه الأفعال الصغيرة هي اللبنات الأساسية لأي علاقة عمل جيدة.
- تجنب السلبية والابتعاد عن النزاعات والصراعات، محاولة الوصول إلى نقاط مشتركة مع الآخرين، تجنب الحديث في المواضيع الغير مريحة للأشخاص، جنبًا إلى جنب مع الابتعاد عن الثرثرة والنميمة.
- إنشاء الحدود والحفاظ على الخصوصية، إذ ينبغي أنّ تبقى العلاقات المهنية في إطار العمل حتى يتم الاستفادة منها بشكل احترافي، مع إبقاء المجاملات في إطارها الرسمي والحفاظ على المساحات الشخصية للأفراد.
- المشاركة والاحتفاء بإنجازات الآخرين حتى المنافسين منهم، من خلال تقديم التهنئة والتشجيع بدلًا من إظهار الغيرة أو الانزعاج، إذ أنّ ذلك يفتح فرص وآفاق مستقبلية محتملة.
- البحث عن آراء، إذ غالبًا ما يحب العنصر البشري أخذ دور الناصح ما يقلص حجم استفادة الفرد من خبرات أو مهارات ومعارف الآخرين، لذا، وجب إتاحة الفرصة للآخرين لطرح أفكارهم ومناقشتها، الاطّلاع على مشاركاتهم ومنشوراتهم والتفاعل معها، وشكرهم أثناء تقديمهم لاستشارات جيدة تسهم في نمو عملك وتحسينه.
طرق الاستفادة من العلاقات المهنية
- العلاقات المهنية تخلق علاقات عمل جديدة، وكذلك ظهور المزيد من الفرص وتنمية للمشروع التجاري ، جنبًا إلى جنب مع زيادة الأرباح والمبيعات .
- الميزة التنافسية، فمع العلاقات المزدهرة وطويلة الأمد يصبح لدى الشركة ميزة تنافسية تُمكنها من جذب أفضل الموارد والمواهب البشرية بسبب وجود أشخاص داخلياُ ذو قيمة عالية ويمتلكون علاقات مهنية كبيرة.
- تعزيز العملاء المتكررين وبناء علاقات طويلة الأمد، إذ لا يمكنك بناء مشروع تجاري على العملاء الذين يشترون المنتج أو الخدمة لمرة واحدة. العملاء المتكررون يساعدون على رفع مستوى الربح والإحالات، فهم إحدى الأعمدة الرئيسة للعمل التجاري.
- بناء سمعة إيجابية من خلال التواصل وبناء علاقات إيجابية مع الأشخاص، يمنح العمل التجاري اسمًا جيدًا في السوق، ما يعني جذب أكبر عدد من الفئة المستهدفة تلقائيًا، كونك جهة موثوقة وذات خبرة، وتزداد رغبة الموردين والمستثمرين بالتعاون معك، وهذا ما يُعرف أيضًا بـ “خلق الوعي بالعلامة التجارية”.
- وجود علاقات عمل جيدة يساعد على العمل بشكل أفضل كفريق، فالعلاقة المثمرة بين صاحب العمل والموظفين ينتج عنها تعزيز في الإنتاجية، رفع مستوى الولاء لديهم والمساهمة في نمو المشاريع.
- تقليل الجهد التسويقي، فعندما يتم التركيز على عملية بناء العلاقات، فإنك تقوم بإنشاء اتصالات تدوم لفترات طويلة ما يعني وجود قاعدة عملاء منتظمة وراسخة تعمل على تقليل الميزانية التسويقية وقلة استخدام تلك الوسائل التسويقية، جنبًا إلى جنب مع وجود التوصيات من الآخرين، المراجعات وتجارب المستخدمين.