الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عالم الاقتصاد عالم ملئ بالعديد من العوامل المؤثرة والمفاهيم التي تلعب دوراً رئيساً ونشطاً في نمو ونهضة الاقتصاد ومن هذه المفاهيم المهمة الاستدامة والاستثمار المسؤول وتعتبر هذه المفاهيم ذات تأثير قوي على مستقبل الأسواق المالية. لذلك لنتعمق معاً في الحديث بذكر بعض المعلومات الخاصة بتلك المفاهيم “الاستدامة – الاستثمار المسؤول” وكيف ستؤثر على الأسواق المالية؟ نجد أنَّ بعصرنا الحالي يتم استخدام مفهوم الاستدامة ومفهوم الاستثمار المسؤول في عدة مجالات منها المجال الاقتصادي والمجال الاجتماعي والمجال البيئي ومنعاً للغموض وعدم الوضوح لنذكر ما المقصود بالاستدامة والاستثمار المسؤول؟
أولاً، الاستدامة المقصود بها القدرة على تحقيق التوازن بين الأبعاد الاجتماعية ،والبيئية ،والاقتصادية من خلال تلبية الاحتياجات المتاحة والمرغوب بها بالحاضر مع شرط الحفاظ على حق وقدرة الأجيال القادمة بالمستقبل في تلبية احتياجاتهم و الانتفاع بالموارد الموجودة. ونتيجة لذلك أصبحت الاستدامة عامل أساسي ومهم جداً في تغيير اقتصاد وبيئة أي دولة نحو الأفضل لذلك تعمل كل الدول الآن على تحقيق الاستدامة ومنها المملكة العربية السعودية حيث ذكر سمو ولي العهد حفظة، مدى أهمية الاستدامة قائلاً: “إن العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية ويطلق الملايين من الوظائف، ويطالب اليوم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم بمستقبل أنظف وأكثر استدامة، ونحن مدينون لهم بتقديم ذلك”. بناء على ذلك يجب اتباع وعمل الآتي من أجل الوصول إلى الاستدامة: الحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدام الموارد والطاقة بطريقة فعالة بدون إهدار لتحقيق تنمية اقتصادية طويلة المدى بشكل وطريقة مبتكرة وحديثة. ولكن هذا لا يعني أنَّ أهمية الاستدامة تتمثل في تلك العوامل فقط، بل إنها تحقق عوامل أخرى مثل العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي.
ثانياً، الاستثمار المسؤول ويقصد به القدرة على تحقيق التوازن والعائد المالي بالإضافة إلى أنه يعتبر ذو تأثير جيد على البيئة والمجتمع معاً وذلك عن طريق إتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة والمسؤولة من خلال ضخ رؤوس الأموال في الشركات والمشروعات ذات الأداء المسؤول حرصاً على تقليل المخاطر وزيادة الربح. وبناءً على ذلك يتم التحليل الجيد من قِبل المستثمر ليأخذ في اعتباره قبل بداية استثماره التأثير الناتج على المجال الاجتماعي والمجال البيئي والمجال الاقتصادي. ونرى أهمية الاستثمار المسؤول في حث الشركات على تحسين أدائها وممارسة الأخلاقيات وتحقيق الاستدامة للمؤسسات والشركات. ما تم ذكره في هذه الفقرة يشعرنا بأن هناك تداخل وترابط بين الاستدامة والاستثمار المسؤول لنرى هذا معاً بالتفصيل؟
الترابط بين الاستدامة والاستثمار المسؤول قائم على بعض العوامل منها: توفير الأهداف المستدامة، أثر الاستدامة على قرارات الاستثمار، إنجاح الانتقال نحو مستقبل بيئي أخضر. يلعب الاستثمار المسؤول دوراً كبيراً في تعزيز الاستدامة من خلال ضخ المستثمرين رؤوس الأموال بالشركات والمشروعات التي تهتم في أدائها وأهدافها بالاستدامة. نفهم من ذلك أن كل ما يُساهم في تعزيز وتحقيق الاستدامة مثل الأبعاد البيئية والاجتماعية والشركات والمشروعات يؤثر على اتخاذ المستثمرين للقرارات الاستثمارية. نتيجة لذلك تُقبل الشركات والمؤسسات على الاهتمام بمشروعات قائمة على الاستدامة والأخلاق وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المسؤولية الاجتماعية. بعد ملاحظاتنا وفهمنا الجيد للارتباط الوثيق بين الاستدامة والاستثمار المسؤول نجد أن مستقبل الأسواق المالية سيصبح في تقدم وتطور مبتكر لأنه سيتم جذب الكثير من المستثمرين ذوي القرارات المسؤولة للاستثمار بالشركات والمشروعات القائمة في أدائها على الاستدامة. ذلك نتيجة لزيادة وعي المستثمر بأهمية أثر الاستثمار وتنمية المجتمع والبيئة لتحقيق التنمية المستدامة، غير أن الاستثمار بتلك الشركات ذات الأداء الجيد والمستدام اقل مخاطرة وأكثر ربح.
وأخيراً نلاحظ اهتمام المملكة الشديد بمحاولات جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين للقيام بمشروعات طويلة المدى وتطبيق أفكار مستحدثة بطرق مبتكرة من خلال تقديم العديد من الامتيازات للمستثمرين السعوديين والأجانب، وأيضا من خلال الجهود الهائلة من أجل تحقيق وتعزيز الاستدامة. حيث تعد الاستدامة من أهم ركائز رؤية 2030 للسعودية. مع سعي المسؤولين إلى تنفيذ استخدام الطاقة النظيفة بإلتزام والتصدي للتغيرات المناخية وأزمات الطاقة وتسعى المملكة إلى استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 50% بحلول عام 2030. ويخدم هذا محاولات المملكة في الوصول إلى مستقبل أخضر عن طريق جهود الرؤية الشمولية للنظم البيئية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال