الحراك الاجتماعي في السعودية .. عصرا “ماسي” في ظل الرؤية

حدد أبرز العلماء أربعة أنماط أساسية للحراك الاجتماعي وهي كالتالي: الحراك الاقتصادي، والحراك الفكري، والحراك المكاني، والحراك المهني، ولكن قبل ما نبدأ في التطرق لهذه الأنماط نود نوضح بأن الفرق بين “العصر الذهبي” و “العصر الماسي” وهما تعبيران يستخدمان لوصف فترات زمنية تميزت بالازدهار والتقدم في مجالات مختلفة، حيث في العادة يشير العصر الذهبي إلى فترة تاريخية تميزت بالازدهار الاقتصادي والثقافي والعلمي وهي تشير الى أفضل حال، بينما العصر الماسي يشير الى فترة تتميز بالتطور التكنولوجي، والابتكار في ظل رؤية واضحة وطموحة ومرنة، وانجازات متسارعة متوالية، وفي الحقيقة نحن عشنا فترات في عصور ذهبية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الامام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله وفي كل عصور ابناءه البررة وكل عصر من عصورهم رحمهم الله كان هناك فترات متميزة ومختلفة، ولكن منذ انطلاق الرؤية في عصر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي عهده الأمين دخلنا في عصر “ماسي” مواكب المستجدات بفكر استراتيجي منظم وغير مسبوق تاريخيا وعلى مستوى عالمي..

والان اسمحوا لنا نتطرق الى أنماط الحراك الاجتماعية الأربعة في المملكة العربية السعودية وفي عصرنا “الماسي” وفي ظل رؤية 2030، وهي كالتالي:

– الحراك الاجتماعي الاقتصادي: في الحقيقة منذ انطلاق الرؤية ونحن نشاهد نشاط اقتصادي غير مسبوق في ظل التغيير في العديد من الأنظمة الاقتصادية والتي تصب في صالح المجتمع وفي عام 2022 تجاوز اقتصادنا واحد تريليون ريال مسجل رقم قياسي غير مسبوق له على الاطلاق، كما اعلن عن خطط اقتصادية توسعية ومنها اعلان مستهدف بنهاية عام 2035 سوف نصل الى 35,000 مصنع من 10,740 مصنع… وهذه خطة توسعية ضخمة وكبيرة سوف تنعكس على المجتمع بإيجابيات عديدة ومن المعرف انعكاساتها الإيجابية سواء على الناتج المحلي وسوق العمل وغيره، وكذلك اعلن عن مستهدف للسوق المالية “تأسي” بحيث سوف يصل الى ثالث سوق على كوكب الأرض، وهناك العديد من المستهدفات التي تنعكس على الحراك الاجتماعي في عصره الماسي…أيضا قمنا بتمديد حساب المواطن وهذا يدعم المواطن ويدعم التوسع الاقتصادي.

– الحراك الفكري: ما نشاهد الان من حراك فكري يدعمه تطور الفكر والمفاهيم في المجتمع السعودي وهناك وعي فكري غير مسبوق مصحوب بالاستكشافات والأفكار الاجتماعية الجديدة وبشكل غير تقليدي، وأصبح النقاش والحوار مفتوحا بفكر واعي يواكب المستجدات العالمية المتسارعة وفي الحدود المسموحة، وهذا انعكس على توسيع افاق المعرفة وتحفيز الفكر النقدي المسموح به، والابداع في العديد من المجالات الأدبية، والفن، والفلسفة، والعلوم الاجتماعية والعديد من المجالات حيث أبناء وبنات الوطن نالوا جوائز علمية على مستوى عالمي وكذلك مهنيا، وأيضا فتح مجال التشاركية مع المجتمع السعودي والرؤية مبنية على التشاركية الاجتماعية في جميع المجالات.

– الحراك الاجتماعي المكاني: ان الأنشطة في جانب المسؤولية الاجتماعية ومبادرات التطوع في تزايد وهذا إشارة الى حس المسؤولية في المجتمع السعودي، والأنشطة المكانية سواء على مستوى الحي أو المدينة أو المنطقة، حيث نشاهد حراك اجتماعي مكاني غير مسبوق له، حيث الأنشطة المجتمعية والاقتصادية والثقافية تحدث في مختلف المناطق، وهناك فعاليات ثقافية، ورياضية، وتجارية، وسياحية، عززت التفاعل الاجتماعي والحيوية أحد ركائز رؤية 2030، وتنمية المكان أصبحت واضحة وجلية في ظل قيادتنا الحكيمة والرشيدة.

– الحراك الاجتماعي المهني: المواطن والمواطنة الان متوفرة لهم بيئة صحية لتحقيق النجاح والرضا الوظيفي وتحقيق الطموحات المهنية، فالتطور في مجال العمل أصبح مفتوحا في ظل التوسع المتوقع خلال المرحلة التحويلية القادمة، فالبنية التحتية لتطوير المهارات والمعرفة المهنية يشجع على السعي للنمو والتقدم في مجال العمل والاعمال أيضا متوقع أن تفتح فرص جديدة في مسارات العمل المهني، ومن المتوقع أن تدعم الجامعات الرقمية السعودية هذا الجانب وخلق فرص جديدة في ظل التوسع الاقتصادي المتوقع خلال المرحلة التحويلية القادمة، ولكن على المواطن والمواطنة استغلال هذا والعمل بجد وإخلاص ومثابرة والمشاركة في التنمية المستدامة.

ولكي نكون منصفين اننا لم نذكر العديد من الإنجازات التي ساهم فيها الحراك الاجتماعي السعودي الذي يعتبر في عصره “الماسي” مكملا للعصور السابقة، كما أن أنماط الحراك الاجتماعي السابقة أعلاه هي تعمل بصورة “متكاملة” تدعم بعضها البعض بتجانس وبشكل مرن، والسعودي راسه مرفوعة وكلمته مسموعة مشارك في مسيرة التنمية المستدامة التي تشمل جميع المجالات…

دمتم بخير…