3666 144 055
[email protected]
هناك الكثير من الجهات الحكومية التي تدعم المنشآت السعودية ومن امثلتها وزارة الاستثمار والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” وهيئة تنمية الصادرات السعودية “الصادرات السعودية” وصندوق التنمية الصناعي وصندوق دعم المشاريع في وزارة المالية وجهات حكومية كثيرة تعمل لصالح المنشآت السعودية، أن الدعم الذي يقدم للمنشآت السعودية يتعلق بالتمويل المالي او اعداد الدراسات، والواقع أنني لا أعلم إذا ما كان هناك جهة حكومية تدعم بحوث المنتجات الغذائية من حيث أن تكون صحية أكثر أو تكون ذات جودة أعلى أو أن تزيد من فترة صلاحيتها، وهذه الثلاثة أمور هي الداعم الحقيقي للشركات فأي شركة أو مصنع يفتح حديثا سوف يجرب الناس منتجاتهم وهنا اذا كانت جيدة فسوف يستمرون باقتنائها وتسويقها لدى الاخرين مما سيجعل المبيعات ترتفع تدريجيا الى أن تصل الى الحدود المستهدفة، كما أن ذلك سيساهم بدعم المنتجات السعودية في حروب المنافسة مع المنتجات الغير سعودية سواء بالسوق السعودي أو بالأسواق الاخرى.
وهنا أقترح أنشاء مركز أبحاث للمنتجات الغذائية السعودية يتم دعمه من الدولة ومن المصانع السعودية يكون مهمته ابتكار منتجات غذائية جديدة أو مشتقة من المنتجات السعودية الحالية مثل تصنيع آيسكريم لمنتج شكولاتة أو زيادة جودة الطعم او اضافة مكونات اضافية على المنتجات الحالية كما تشمل الابحاث درجات الحرارة المناسبة للمنتجات الغذائية والتي تحافظ على جودتها من وقت خروجها من خط الانتاج مرورا بحفظها بمستودعات المصنع مرورا بنقلها بالشاحنات وتخزينا بالمتاجر الى أن يتم شرائها من المستهلك النهائي، كما تشمل الابحاث زيادة فترة صلاحية المنتجات بدون أن تتأثر جودتها.
ولكن كيف تدعم جميع المصانع السعودية هذا المركز وهم يتنافسون فيما بينهم على الحصول على أكبر حصة من السوق فذلك يتم عن طريق تطوير جميع المنتجات السعودية وهذا لن يؤثر على التنافس بينها حيث سيحصل الجميع على التحسينات المقترحة من ذلك المركز ولكن سوف يؤثر ذلك ايجابيا على التنافس بين المنتجات السعودية والمنتجات الغير سعودية كما سيدعم ذلك تصدير المنتجات السعودية للأسواق الاخرى.
ومن مهام مركز الابحاث دراسة مستوى جودة جميع المنتجات السعودية وغير السعودية وتحديد مميزات وعيوب هذه المنتجات لكي نوجه الحملات الاعلانية التوجيه الصحيح طبعا لا يستطيع المصنع السعودي ان يسمي المنتجات غير السعودية بأسمائها بالحملات الاعلانية ولكن يشير الى ان منتجه ليس به عيوب المنتجات الاخرى فيذكر العيوب دون ذكر المنتجات، كما من مسئوليات المركز بحث استخدامات جديدة للمواد الغذائية مثل ابتكار أطباق الحلوى ويكون من مكوناتها منتجات غذائية سعودية وهذا يشمل منتجات الشكولاتة والبسكويت وغيرها من المنتجات التي هي منتجات نهائية جاهزة للاستهلاك.
ومن مهام مركز الابحاث دراسة مدى أمكانية توفير المواد الخام للمنتجات السعودية من السوق المحلي إذا كان المصنع السعودي يستورد تلك المواد الخام من الخارج، فذلك يدعم الاقتصاد المحلي بشكل أكبر حيث يؤدي الى استغلال الموارد الطبيعية للملكة ويتم من خلاله استحداث الوظائف الجديدة.
إن رفع جودة المنتجات السعودية سوف يؤدي الى دعم بعضها بعض حيث ستترك انطباع لدى المستهلكين أن المنتجات السعودية ذات جودة عالية مما يسهل تسويق أي منتجات سعودية تدخل الى السوق حديثا، ومن المهم هنا إلزام المصانع السعودية على الحصول على مختلف شهادات الجودة العالمية والتي تنظم جميع المعاملات داخل الشركة المالية منها والادارية والانتاجية وليس الجانب الانتاجي فقط.
ومن مهام المركز دراسة جميع خطوط الانتاج في جميع الدول المتقدمة وترشيح اكثرها مناسبة للمصانع السعودية الجديدة والتي يمكن تصنيع منتجات عالية الجودة منها، وتمنع المصانع السعودية من شراء خطوط انتاج رخيصة ومنتجاتها ليست ذات جودة عالية.
ان بناء سمعة للمنتجات السعودية سوف يستمر لفترة طويلة جدا ويزرع لدى مختلف المستهلكين انطباع جيد عن تلك المنتجات فسوف يقبل المستهلكون على المنتجات السعودية حتى لو كانت جديدة ولم يشتروها من قبل وذلك استنادا الى الانطباع العام عن المنتجات السعودية.
ويقوم المركز بدراسة جودة منتجات المصانع السعودية التي تحقق خسائر وهي مصانع غير ناجحة ماليا للتأكد من أن أسباب ذلك ليس بسبب تردي منتجاتها، فتحقيق الخسائر له اسباب عديدة جودة المنتجات واحدة منها فقد يكون سبب الخسائر نظام رقابة سيء او ادارة غير محترفة.
إن العالم يتجه الى الاندماج الاقتصادي والاجتماعي نظرا لتطور التكنلوجيا وبالتأكيد سيتم كسر الحواجز بين الدول لتنقل المنتجات والخدمات بينها بدون عوائق وهذا يجعل من مركز الابحاث المقترح ضرورة قصوى.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734