دفعت التحديات الاقتصادية العالمية في بعض الدول الشركات إلى إعادة تقييم استراتيجياتها مما ساقها إلى إعادة الهيكلة لتحسين أدائها وتعزيز قدرتها على البقاء ولضمان استمرارها في تحقيق الأهداف المنشودة وتحقيق الربحية. وتتمثل أحد طرق إعادة الهيكلة في تقليص الفروع أو تقييم مواقع الشركة جغرافيا من خلال نقل أعمالها إلى مناطق أخرى، واختيار سلاسل الإمداد الإقليمية بدلاً من سلاسل الإمداد الدولية.
وفيما يلي بعض التأثيرات لإعادة الهيكلة على سلاسل الإمداد:
- التغييرات التشغيلية: غالبًا ما تتضمن إعادة هيكلة الشركة تغييرات في الهيكل التنظيمي والعمليات وسير العمل. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في تدفق السلع والمعلومات داخل سلسلة الإمداد. على سبيل المثال، قد تؤدي إعادة الهيكلة إلى توحيد مراكز التوزيع أو إضفاء اللامركزية عليها، أو تغييرات في مواقع الإنتاج، أو تعديلات على ممارسات إدارة المخزون.
- كفاءة سلسلة الإمداد: اعتمادًا على طبيعة إعادة الهيكلة، قد تتأثر كفاءة سلسلة الإمداد بشكل إيجابي أو سلبي. فيمكن أن يؤدي تبسيط العمليات، أو القضاء على التكرار، أو الاستثمار في الأتمتة إلى تحسين الكفاءة. وعلى العكس من ذلك، فإن الاضطرابات الناجمة عن إعادة الهيكلة، كالتأخر في الإنتاج أو التوزيع، يمكن أن تقلل الكفاءة مؤقتًا.
- علاقات الموردين: يمكن أن تؤثر إعادة هيكلة الشركة على العلاقات مع الموردين. فقد تؤثر التغيرات في استراتيجية الشراء، أو إعادة التفاوض على العقود، أو التحولات في الطلب على الديناميكيات بين الشركة ومورديها.
- مرونة سلسلة الإمداد: في حين أن بعض مبادرات إعادة الهيكلة قد تعزز المرونة من خلال تنويع الموردين، أو تحسين مستويات المخزون، أو تحسين ممارسات إدارة المخاطر، نجد مبادرات أخرى قد تؤدي إلى ظهور نقاط ضعف. فمثلا، قد يؤدي الاعتماد المفرط على مورد واحد أو موقع وحيد إلى زيادة خطر حدوث اضطرابات.
- الآثار المترتبة على التكلفة: غالبًا ما تتضمن إعادة هيكلة الشركة إجراءات لخفض التكاليف. قد يكون لهذه التغييرات آثار على التكلفة بالنسبة لسلسلة الإمداد، مثل التغييرات في تكاليف المشتريات، أو نفقات النقل، أو تكاليف حمل المخزون.
- استجابة السوق: من الممكن أن تؤثر إعادة الهيكلة على قدرة الشركة على الاستجابة لتغيرات السوق وطلبات العملاء.
ويأتي السؤال المهم – كيف يمكن الحد من التأثير السلبي لإعادة الهيكلة على سلاسل الإمداد؟!
لتقليل وتخفيف تأثير إعادة هيكلة الشركة على سلاسل الإمداد، يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات الرئيسة:
- التخطيط وإدارة المخاطر: من خلال إجراء تقييم شامل للمخاطر الداخلية والخارجية للوقوف على نقاط الضعف المحتملة في سلسلة الإمداد الناجمة عن إعادة الهيكلة. ووضع خطط الطوارئ واستراتيجيات التخفيف لمعالجة هذه المخاطر بشكل استباقي.
- إدارة علاقات الموردين: بتقوية العلاقات مع الموردين الرئيسيين من خلال الانخراط في اتصالات استباقية وتقديم الدعم ومعالجة أي مخاوف أو شكوك قد تكون لديهم بشأن إعادة الهيكلة. وخلق فرص التعاون والدعم المتبادل لتقليل الاضطرابات في سلسلة الإمداد.
- المرونة والتنويع: من الضروري تقييم سلسلة الإمداد بحثًا عن فرص لتنويع قنوات المصادر والإنتاج والتوزيع لتقليل الاعتماد على مصدر أو موقع واحد. من خلال تنفيذ عمليات سريعة ومرنة يمكنها التكيف مع كافة الظروف المتلاحقة.
- مشاركة الموظفين وتدريبهم: الاستثمار في مشاركة الموظفين بعد إعدادهم جيدا للتأكد من أن فرق سلسلة الإمداد مجهزة بالمهارات والمعرفة اللازمة للتنقل عبر التغيرات الناتجة عن إعادة الهيكلة، ومعالجة التحديات بطرق مبتكرة.
- التحسين المستمر: تستخدم إعادة الهيكلة كفرصة لتحديد أوجه القصور ومجالات التحسين داخل سلسلة الإمداد.
- التركيز على العملاء: الحفاظ على نهج يسلط الضوء على العملاء طوال عملية إعادة الهيكلة، و إعطاء الأولوية لتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة مع تقليل الاضطرابات. وإطلاع العملاء بأية تغيرات قد تؤثر على طلباتهم أو عمليات التسليم ومعالجة مخاوفهم على الفور.
من خلال تبني هذه الإجراءات، يمكن للشركات الحد من التأثير السلبي لإعادة الهيكلة على سلاسل الإمداد لتحقيق أهداف المنظمة على المدى الطويل في بيئة الأعمال المتغيرة.