الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الكثير يعتقد أن الدولة الغنية ليس عليها أن تفرض أي رسوم أو ضريبة أو متطلبات مالية على المواطن، وأتحدث هنا عن “نغمة” أن أي قرار أو متغيرات تحدث لدينا فيرد عليك البعض “الدولة غنية” وهل الغنى والثروة تعني ألَّا يكون هناك التزام على المواطنين؟ لنضع مثال “ألمانيا، النرويج، الصين، اليابان، كندا، وحتى الولايات المتحدة، والإمارت الجارة لنا” هل هذه الدول لا تفرض الرسوم أو الضرائب؟ بالطبع هي تفرض رسوما على الكثير من المقيمين أو مواطنيها، سواء بمواقف سيارات أو ضرائب على الرواتب “بأوروبا والدول الغربية طبيعية الضريبة” وهي دول غنية وصناعية وتقدم مساعدات لدول الأخرى، أكبر صناديق سيادية في العالم هي “نرويجية وصينية ويابانية وإماراتية” فهل هذه الدول لا تفرض رسوم أو ضريبة؟ بالطبع لا بل إن كثيرا من الدول “الصناعية الغنية” يعيش المواطن بالكاد براتبه، الذي قد لا يكفية رغم ارتفاع الدخل، سيقول البعض إن دخل الأوروبي أو غيره من هذه الدول عالياً، ولكن هل تعلم كم ضريبة يدفع على راتبه؟ متوسط يقارب 17% ويزيد مع ارتفاع الدخل، ضريبة الخدمات التي يحصل عليها متعددة وكثيرة ولا تتوقف، ورغم ارتفاع مستوى المعيشة لديهم.
لست بصدد أن أطالب بفرض شيء ببلادنا فالدولة هي من يقدر هذا الشيء وتضع رفاهية المواطن أولوية تامة، ولنا أن نقارن أسعار البنزين والكهرباء والماء ولا ضرائب على الرواتب والتعليم مجاني وغيره الكثير، بل البعض يريد أكثر وأكثر، وهو حقه بأن يطلب، ولكن الثروة والغنى للدولة لا يعني أن تصرف أو تقدم بلا رؤية مستقبلية وحماية للأجيال والدولة، الغنى يعني استثمار المال للمستقبل فالمتغيرات كبيرة والتحديات لا تنتهي، والدولة لها متطلبات يعلمها أو لا يعلمها المواطن، وأجزم بدون أي تحيز أو مجاملة أننا من أكثر الدول في “العالم” رخصا في الأسعار، وسيقول آخر “ولكن الدخل ضعيف”، وأقول إن العمل كثير ومتعدد ببلادنا وفرص رفع الدخل عالية وكبيرة، وإلا لماذا يوجد التستر؟ ووجود مايقارب عشرة ملايين أجنبي؟ ومن يشتري تأشيرة لأنه يعرف فرص العمل كبيرة وواسعة ببلادنا، رفع الدخل كرواتب قد لايجدي كثيرا، والأفضل خدمات أفضل وتطوير لها طبية وتعليمية وسكن ومواصلات وهكذا، هذه أفضل وسيلة لرفع الدخل وتوفيرة، والرفع يكون بعناية وتدرج، فهو عبء ضخم على الدولة ليس بالسهولة أن يتم إقرارة.
أتمنى تحقق أفضل رفاهية للمواطن وهذا نفس هدف “الدولة” ولا جديد به. أيضا ليس هناك من هو ضد رفاهية المواطن وتحقق أمنياته والأمان له وكل ما يتطلع له، ولكن ما أتطلع وتتطلع الدولة ويتطلع له المواطن، لا تعني وفرة المال أن يقدم مباشرة، فهل هذا سيعني ديمومه له؟؟ ولعقود من الزمن؟ فهي توازنات، ومتطلبات اقتصادية معقدة، والرؤية يجب أن تكون بعيدة جدا، فيجب تنمية الثروة لا صرفها وترديد “الدولة غنية” فهذا نعمة يجب أن يحافظ عليها بالنمو والاستثمار لا بدعوات عاطفية تردد يوميا بدون أي حسابات مستقبلية ورؤية ثاقبة لها. حيت تحضر العاطفة يغيب العقل والقرار السليم، وهذا ما لا نريده بكلمة “الدولة غنية” فهي نعمة لنحافظ عليها.
-نقلا عن “الرياض”-
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال