الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في زمن مضى كان العقار أحد ضحايا سوق الاسهم السعودي. وأقصد هنا العقار الشخصي، هناك من سيل بيته وسيارته وارضه وتبعا لذلك زاد عرض العقار ورخصت قيمته وعلى العكس هب جنون المساهمات وبالتالي تم خلق علاقه عكسيه بينهم. وهنا اقول بأن هذه العلاقه مصنوعه بمافعله الناس ذلك الوقت.
من ذلك الوقت اصبح لدى الأغلب ربط مباشر بين العقار والسوق السعودي للأسهم. وهنا أوضح للقراء الأعزاء وربما يختلف معي البعض بوجهة نظره وهو حق مشروع. لم يعد هناك علاقه مباشره بينهما وان كانت فربما غير مباشره أو شبه معدومه. فعلى سبيل المثال الشخص المتهور قبل 2006 اصبح اليوم عاقلا مثقفا لم يعد يؤمن ويثق بعالم الأسهم، ولم ولن يثق فيه أبدا. أصبح يؤمن بأن من واجباته تأمين المسكن والأرض. وبالتالي العقار اسعاره في تزايد مستمر في مجمله، وإن ركدت أسعاره نوعا ما في وقت معين ( لدينا في المملكة تزايدة أسعاره وتضاعفت الي أكثر من سبعة أضعاف في العشر سنوات الاخيرة. وبالمثل عالميا وفي بريطانيا تحديا تضاعف الي ثلاث مرات) ،والسبب يرجع إلى زيادة النمو السكاني وتغير ثقافة الناس بضرورة الإستقلاليه الأسريه مع بداية الحياه الزوجيه في بيت مستقل.
وهنا أكرر لم يعد سوق الأسهم جاذب للأغلبيه، فما بالكم بشخص يبيع ويعرض عقاره متهورا ذاهبا الى عالم المساهمات. ومع ذلك تدور هذه الايام بعض الشائعات بأن ركود العقار وكثرة العرض ربما ينعش سوق الاسهم وبالتالي أصبح السوق مغريا للمضاربة فيه. هذه من وجهة نظري شائعه يروجها قرش البر( سوف تتعرفون عليه نهاية المقال). وكما ذكرت فالحذر كل الحذر من كارثه فرديه او جماعيه اخرى مثل ماحدث من قبل ،فسوق الأسهم عالم ينبغي حَذره، وحضره إلا على الشخص البرجوازي والذي لن يضره خسارة المليون او مئات الالوف من الريالات.
رسالتي لأصحاب الدخل المحدود أحتفظوا بعقاراتكم وأتعضوا من غيركم فالعقار أصلك الملموس وخيرا من شاشات رقمية لاتعلمون ماتخفي وراءها وكل ماتملكونه هو رقم يزيد وينقص في محفظتك الاستثمارية والله أعلم كم سيعود من رأس مالك؟. عليكم بالإتجاه الى المشروعات الصغيرة الاخرى (سوف اهمس بها في مقال لاحق) هي ذهباًحقيقاً، وخطرالمغامره والمتاجره فيها معقول الى درجة كبيره.
تجارة الأسهم لعبة تحتاج إلى خبرة ومهارة، لعبة خطيره جدا، أشبهها بلعبة الموت الشهيرة التي لا يركبها الا أصحاب القلوب القويه. وليت بعض المتهورين السابقين أدركوا ذلك. حاولوا البحث عن لعبه هادئه ممتعه.
أخيرا,على الرغم من التنظيمات الجميله لسوق الأسهم من هيئة سوق المال إلا أن القرش لازال يهوى لعبتة ومتعتهة، ولازال يؤمن بأن غذاءه الوحيد هو السمك الصغير! حمانا الله واياكم من قرش البر والبحر. وأختم بقول أحذروا قروش الأسهم!! فهم لايفرقون بين الغني والفقير وكل همهم زيادة رأس المال بكل الطرق وفي أي الاتجاهات.
فارح
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال