مشكـــــــاة.. نور المستقبل

باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@

بدأ العالم منذ سنين بالبحث عن طاقة غير ناضبة لبناء مستقبل آمن مستدام للأجيال القادمة، حيث قام الباحثون بالتركيز على إمكانية استغلال الموارد الطبيعية كالشمس والماء والرياح في توليد الطاقة الكهربائية إلى أن وصلت نسبة الاستثمار العالمي للطاقة المتجددة حتى الآن حوالي 245 ملياردولار.

لم تُفكر المملكة العربية السعودية في استغلال موارد الطاقة المتجددة بشكل جدِّي إلا منذ وقت قريب نظراً لوفرة النفط ولقلة الوعي حول هذا الموضوع. الآن بدأت تظهر لنا ولله الحمد مراكز أبحاث ومبادرات تهتم بالطاقة المتجددة، ومن أهم هذه المبادرات (معرض مشكاة التفاعلي) وهو إحدى مبادرات مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، يمثل المعرض انطلاقة حقيقية وشيقة لتوعية المجتمع عن الطاقة الذرية والمتجددة. معرض مشكاة التفاعلي يعتبر المكان الأمثل والفريد من نوعه في السعودية الذي يوفر للطلاب والطالبات فرصة التعرف على عالم الطاقة الذرية والمتجددة ويهدف أيضاً إلى تحفيزهم ليصبحوا رواد ورائدات للطاقة المتجددة مستقبلاً من خلال مايقدمه المعرض من تجارب تفاعلية، عروض علمية شيقة، برامج تحاورية ومعارض متنقلة. منذ الافتتاح في شهر ديسمبر عام 2011 حتى الآن وصل عدد زائرين معرض مشكاة التفاعلي إلى 70511 زائر، ووصل عدد المدارس الزائرة للمعرض 1759 مدرسة (حكومية  1124-  أهلية481 – عالمية 154)، و 7546 طالب وطالبة تم الوصول إليهم في مدارسهم لتقديم العروض العلمية.

في مشكاة لم يهتموا فقط بنشر الوعي حول موضوع الطاقة المتجددة ولكن أبهرونا أيضاً بإهتمامهم بالكوادر البشرية السعودية، فيقوم على تشغيل المعرض شباب وشابات سعوديات تم تدريبهم داخل وخارج المملكة بالتعاون مع مراكز علمية عالمية في بريطانيا وأمريكا. الجدير بالذكر أن معرض مشكاة أتاح المجال أمام الشابات السعوديات  ليكون لديهن دور قيادي وفني في برامج و فعاليات المعرض، حيث يمثل العنصر النسائي 57% من العاملين بالمعرض و يقمن بدور فعال و مؤثر في نشر الوعي في مجالات الطاقة المتجددة.

مشكــــاة .. شكراً لأنكم تفتحون أبوابكم لجميع الجهات التعليمية مجاناً، شكراً لأنكم تنقلون العلم والمعرفة لشباب المستقبل، شكراً لأنكم تستثمرون في عقول أبنائنا وبناتنا، شكراً لأنكم تهتمون بالطاقة المستدامة، شكراً لأنكم تُسَخرون جهودكم لتوعية المجتمع بطاقة المستقبل، شكراً مشكــــاة.

أخيراً: تمت كتابة مسودة هذا المقال على دفتر اشتريته من معرض مشكاة التفاعلي، غِلافه مصنوع من إطار سيارة وأوراقه تم إعادة تدويرها .. مشكــــاة مبادرة رائعة أفتخر بوجودها في وطني.

خان