الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في اللعبة الشهيرة (الشطرنج) ينتصر من يعلم جيدا الحركة القادمة للخصم ويرسم مسار لجميع تحركاته مسبقا، أي بمعنى آخر يعلم جيدا ما هي الخطوات والأدوات اللازمة لبلوغه خط النهاية منتصرا. هي الحال في الصناعة النفطية هذه الأيام خصوصا مع تخالط الأوراق وسقوط الأقنعة عن وجوه البعض وتعريتهم بشكل واضح للجميع واعلان عدائهم لصناعة النفط. إذا ماهي التحركات التي باستطاعتنا قراءتها بشكل واضح وكيف بالإمكان التصدي لها.
يتضح لنا بان الحزب الديمقراطي الامريكي من نائبة الرئيس إلى مجلس النواب سوف يكون لهم شأن كبير في انتهاج خط جديد ومن خلاله يمارس الضغط على الرئيس للتسريع نحو الطاقات النظيفة والخضراء. لذلك رأينا سرعة توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن آمر تنفيذي عاجل للعودة لاتفاقية المناخ من أول يوم له في البيت الأبيض. كما أن هناك توافق كبير في وجهات النظر الأوروبية مع الإدارة الجديدة بالشأن النفطي مما سوف يساعد كثيرا في ملفات آخرى كالملف الإيراني.
في الجانب الآخر والبعيد شرقا إيران سوف تعمل على إثارة الزعزعة من جديد في دول مجاورة، لإيهام الإدارة الجديدة بأنها دولة حليفة ولابد منها لإعادة الأمن للمنطقة، وما أحداث العراق الأسبوع الماضي إلا بداية للتداخل الإيراني السافر في شؤون بلاد الرشيد ومهد الحضارة العراق. مما سوف يمهد الطريق نحو إعادة الحوار على الطاولة من جديد للعودة الى اتفاقية إيران النووية، التي وبلا شك سوف يترتب عنها رفع العقوبات الأمريكية عن القطاع النفطي الإيراني ومن ثم زيادة الإنتاج تدريجيا ليبلغ قرابة 3.5 مليون برميل.
كما أن إيران سوف تبدأ بلعب أوراقها مع عملائها السابقين مثل الهند والصين خصوصا مع الالتزام التام من منظمة أوبك وأوبك بلس باتفاقية الخفض النفطي. ليمارسوا الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة باحتياجهم للنفط الإيراني خصوصا مع الخفض السعودي الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا لمدة شهرين. وقد كان ذلك واضحا على لسان وزير النفط الهندي ومطالباته بتنويع الواردات النفطية. هذا جزء بسيط من التحركات التي قد حدثت وآخر سوف تحدث قريبا. إذا ماهي الخطوات التي بمكاننا فعلها لتأخير من تنفيذ هذه الخطوات أو حتى تغيير من مسارها. التعاون المستمر بين دول أعضاء اتفاقية أوبك وأوبك بلس ومراجعة حجم التخفيضات المعلنة. بدأ الحوار بشأن النفط الإيراني والليبي للدخول تحت مظلة الاتفاقية الحالية والممتدة حتى أبريل 2022. التسريع من العمل على تقنيات للتقليل من حجم الانبعاثات وجعل الصناعة النفطية أكثر صداقة للبيئة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال