3666 144 055
[email protected]
مهندس نووي بجامعة الملك عبد العزيز
Nasser__B@
” أمريكا عطشى للنفط، الذي يتم استيراده من أماكن غير مستقرة في العالم وأنه حان الوقت للولايات المتحدة الأمريكية للتحرك بعيداً عن اقتصاد قائم على البترول ونجعل اعتمادنا على نفط الشرق الأوسط جزء من الماضي وأن يتم أحلال 75% من وارداتنا من الشرق الأوسط بحلول 2025م، وأن أفضل وسيلة لإنهاء هذا العطش هي التكنولوجيا” بوش الابن , 2006.
خلال قراءتي لكتاب أمن الطاقة وآثاره الاستراتيجية للدكتورة خديجة عرفة محمد الذي استعرضت فيه خطاب بوش الابن وبحث أمريكا عن استقلالية اقتصادها بعيداً عن النفط. كما تطرقت الدكتورة لمفهوم أمن الطاقة بالمملكة العربية السعودية وهو: المحافظة عن أماكن وجود النفط وتحسين الدخول إليها.
أمريكا تحولت من دولة مكتفية ذاتياً إلى دولة مستهلكة للنفط ومعتمدة على الخارج في عام 1949 م وذلك لزيادة استهلاكها نتيجة لتطورها.
السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط بالعالم واقتصادنا قائم على النفط بنسبة عالية والعائدات ولله الحمد ضخمة خصوصاً مع أسعار النفط المرتفعة مؤخراً ولكن ذلك أثر على الاستثمارات المستقبلية في مجال الطاقة والاكتفاء بالنفط فقط كمصدر أساسي للطاقة. لا شك أن السعودية متقدمة بالمجال النفطي والتكنولوجيا المصاحبة له، ولا شك أن النفط مصدر للطاقة مهيمن وسيبقى كذلك لفتره نسبياً طويلة. غير أن العالم متجه لإيجاد بدائل تخفف من الاعتماد على النفط مثل الطاقة المتجددة والنووية وطال الزمان أو قصر سيقل الاعتماد على النفط.
آن الأوان لتبني مفهوم جديد لأمن الطاقة قائم على ترشيد وكفاءة الطاقة والبحث عن بدائل جديدة بشكل تدريجي ومتجانس فلا يغني النفط عن الطاقة البديلة والمتجددة والعكس صحيح، حيث يكون مبدأنا أن “النفط وسيلة وليس غاية”. ذلك لا يحدث إلا بتطوير بُنية تحتية واعتماد خطة استراتيجية شاملة جميع الجوانب وأهمها القوى العاملة وتأهيلها بشكل عالي واستحداث مراكز أبحاث وأقسام علمية بالجامعات مختصة بالطاقة المتجددة ودمج وتفعيل تلك المخرجات بسوق الطاقة السعودي بهدف تطويرها. ولابد من تقنينها بقوانين وتشريعات تضمن استمرارية تطوير قطاع الطاقة مثل إلزام مباني القطاعات الحكومية على استخدام وسائل ترشيد الطاقة وإنتاج جزء بسيط من احتياجها عن طريق ألواح الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المباني أو مواقف السيارات، استبدال أعمدة أناره الشوارع بأعمدة تعمل على ألواح الطاقة الشمسية، تلك قد تكون خطوة أولية لتشجيع الاستثمار بالطاقة المتجددة ونشر الوعي بترشيد الطاقة. النفط مكمل لقطاع الطاقة وأهم عجلة اقتصادية قد تجعلنا بالأعوام المقبلة رواد بقطاع الطاقة أذا حسِن الاختيار والانفاق من عائدات النفط.
وأخيراً حان الوقت للمملكة العربية السعودية للتحرك بعيداً عن اقتصاد قائم على البترول، وتبني الاستثمار المستقبلي في المجالات الحيوية والاستراتيجية التي تضمن لنا نهضة شاملة وتحولنا من استهلاكيين الى منتجين.
ناصر
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734