خريج المحاسبة .. الخبرة أو الراتب

مكاتب المحاسبة والمراجعة في المملكة وعلى وجه الخصوص “الأربعة الكبرى” عليها دور كبير في تأهيل وتدريب خريجي المحاسبة ومع ذلك تعتبر مكاتب المحاسبة بيئة غير محفزة كونها من أقل الجهات في الرواتب للخريجين الجدد في سوق العمل.
على الرغم من ساعات العمل الطويلة في المكاتب المحاسبية الذي يصل في وقت الذروة أكثر من 12 ساعة عمل يوميا فإن متوسط راتب خريج المحاسبة بين 6 إلى 8 الآف ريال شامل جميع البدلات في حين راتب الخريج في بعض المؤسسات والهيئات الحكومية يتجاوز ذلك المتوسط بـنسبة قد تصل إلى 40% مع فرق الساعات وضغط العمل ، وتخضع إجراءات قبول الموظفين الجدد في المكاتب المحاسبية إلى معايير دقيقة حيث يخضع المتقدمين إلى اختبارات في المحاسبة واللغة وبعض المهارات الأخرى بهدف إختيار موظفين أكفاء.
أصحاب مكاتب المحاسبة يبررون تدني الرواتب بالخبرة القوية للموظف الجديد مقارنة بخبرات الجهات الأخرى ويعتبرون أن فارق الخبرة يعوض عن فارق الراتب والواقع أن هذا في أغلب الأحوال غير دقيق لعدة أمور من أهمها عدم إشراك الخريج في التفاصيل الدقيقة للعمل وعدم منحه الفرصة للنزول للشركات ومنحه الفرصة كاملة وقد يرجع ذلك إلى الفكرة السابقة عن الموظف حديثا من حيث عدم الجدية وبالتالي ستكون الخبرة المكتسبة للموظف ضعيفة.
تنظر أغلب الجهات حين تقديم العرض الوظيفي إلى الراتب الحالي للموظف وبالتالي يكون الراتب مع مجموعة من العوامل الأخرى مثل الشهادة واللغة ومستوى الخبرة ومهارات الاتصال محددا للراتب الجديد لذلك إنخفاض الراتب الحالي سيؤثر على العروض الوظيفية في المستقبل في ظل الظروف العادية والملاحظ أن مكاتب ” Big Four” تعطي إهتماما لأصحاب الشهادات المهنية كـ Cpa,Socpa لوجود المعرفة العلمية وتميز أصحاب تلك الشهادات ومع ذلك فإن المقابل المادي أقل من من الشركات الأخرى.
ويوجد تجارب ناجحة لموظفين تميزوا في مكاتب المحاسبة وطوروا مهاراتهم واكتسبوا خبرات مميزة ووصلوا لشراكات مع تلك المكاتب إلا أن الدور المأمول من المكاتب المهنية أكبر في منح الفرصة للخريجين الجدد وبأعداد أكبر وإعطائهم مميزات مادية أفضل وليس هذا صعبا إذا نظرنا للإيرادات العالية لتلك المكاتب.

الجبر