ﺗنوع الخلفية العلمية ميزة وليس نقص

أستاذ المالية والتأمين الإسلامية المساعد
Aysha_AlSalih@

اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ (21) ﺗﻨﺤﻰ ﻟﻠﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ، ﺣﻴﺚ ﻳﺰﺩﻫﺮ ﻭﻳﺘﻐﺬﻯ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ إﻧﺘﺎﺝ ﺛﺮﻱ، وفي حقيقة الأمر فإن تعدد الخلفية العلمية لدى الأكاديمي يعتبر ميزة وليس قصورا ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍلإﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، على سبيل المثال، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺃﻭ ﺍلإﺩﺍﺭﺓ ﻟﺪﻯ ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻣﺜﻼً، ﺳﻴﺘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍلإﺩﺍﺭﺓ.
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍلإﺩﺍﺭﺓ ﻟﻔﻬﻢ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﺜﻞ، ﻧﻈﺮﻳﺔ(X) ، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ (Y)، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻔﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺎﺳﻠﻮ ﻟﻠﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻬﺮﻣﻲ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ، ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ، ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍلإﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺟﺎءﺕ ﻣﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﻛﻤﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺣﺼﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﻤﻲ، ﻭﻟﻬﺬﺍ أﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ في ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ Interdisciplinary، ﻭﻫﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺑﺎﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﺑﻪ، ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻌﺰﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺗﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﺠﻊ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻳﺤﺮُﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻔﺎءﺍﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ إﺿﺎﻓﻪ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﻪ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ، ﺇﻥ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺃﻋﻀﺎء ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ، ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻧﻤﻂ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺧﻠﻔﻴﻪ ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻘﺘﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍلإﺑﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ الإدارة وﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻛﺴﻔﻮﺭﺩ ﻣًﺜﻼ، ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ (53) ﻋﻀﻮ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ، (31) ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ (%58.5) ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩاً ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎء، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻭﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎء، ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﺳﺐ، ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ (%5.7) ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ، ﻭ (%18.9) ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻭ (%17) ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ، ﺃﻭﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ الإﺩﺍﺭﺓ ﺳﻮﻑ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻛﺜﻴًﺮﺍ ﻓﻲ ﺍلإﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺒﺤﺜﻲ، ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻷﺩﺍء ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ، ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻓﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﻋﻞ إﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻤﻴًﺰﺍ ﻭﻓﺎﻋﻼً، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻮﻅﻴﻒ ﺃﻋﻀﺎء ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﺨﺼﺼﺎﺕُﻋﻠﻴﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺘﺨﺼﺼﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﻮﺱ، ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ إعادة نظر.

الصالح