3666 144 055
[email protected]
كبير مهندسي حقول النفط والغاز
eng_nimri@
التداعيات السلبية على الدول المصدرة للنفط بسبب انخفاض أسعاره؛ دفعت صناع القرار بها للتحرك السريع والعاجل لوضع خطط فعالة لإدارة هذه الأزمة وإيجاد الحلول العلمية والعملية لتخفيف وطأة انعكاسها السلبي على اقتصادها وموازناتها المالية.
جل مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة تم غض الطرف عنها إلى أجل غير مسمى بسبب هذا الانخفاض، ولذلك نجد بأن عدد مشاريع الطاقة التي تم اعتمادها في عام ٢٠١٥م محدود جداً ومغاير لما سبق التخطيط له. أيضاً أدى هذا الانخفاض إلى تسجيل خسائر كبيرة للشركات النفطية الكبرى في أدنى الأرض وأقصاها والتي قررت تسريح الآلاف من موظفيها لمواجهة هذه الخسائر والحد منها. لهذا الانخفاض أبعاد كثيرة منها الاقتصادي والاجتماعي، ولذلك تعمل الدول ومؤسساتها جنباً إلى جنب وبكل دأب لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر وأقل الأضرار.
على الضفة الأخرى نجد ابتسامة الرضى واضحة جلية تعلو محيا الدول المستهلكة للنفط، والمصنعين الذين ترتبط صناعاتهم بالمنتجات النفطية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قطاع الاستيراد والتصدير، وشركات الطيران، وشركات النقل البحري والبري، إضافة إلى قطاع السياحة والذي يعد من أهم القطاعات المستفيدة عند إنخفاض أسعار النفط والتي ستؤول إلى انخفاض تكلفة الرحلات الجوية وأسعارها. بل أن بعض الدول المستهلكة تجد في هذا الانخفاض فرصة سانحة لتعافي اقتصادها والاستفادة من انخفاض أسعار الوقود لرفع الدعم الجزئي أو الكامل عنه مما ينعكس إيجاباً على ميزانيات هذه الدول. الجدير بالذكر بأن الانخفاض الحالي لأسعار النفط أنعش بشكل ملحوظ سوق صناعة السيارات العالمي وزيادة مبيعاتها. كما أن انخفاض أسعار النفط أثقل كاهل بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في خدمات حقول النفط مما أوجد فرص مواتية للاندماج بينها، أو فرص للشركات العملاقة للاستحواذ عليها، وكلما طال أمد انخفاص أسعار النفط زادت احتمالية الاندماج والاستحواذ.
ختاماً انخفاض وارتفاع أسعار النفط ليس بحدث طاريء ومفاجيء، بل هي دورة اقتصادية لا مفر منها باقية ببقاء النفط، يحكمها العرض والطلب على هذه الثروة الناضبة، والمهم هو العمل على تنويع مصادر الطاقة وتنويع مصادر الدخل لتخفيف تأثير هذه التقلبات السعرية للنفط وتداعياتها. ولذلك أعتقد بأن المبالغة في تصوير هذا الانخفاض بأنه كارثي غير منطقي أبداً وينطبق ذلك أيضاً على المبالغة بأنها مرحلة عابرة لا تستدعي التوقف والتخطيط والعمل.
النمري
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734