الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
@ahmedallshehri
منذ أربعون عام ونحن نخطط و نفكر ونقدم الكثير من الأفكار، خطط التنمية الخمسية تسير ببطء وبتكاليف عالية جدا تصل إلى مستويات غير مسبوقة من الإنفاق الحكومي؛ وللأسف نتائج مخيبة لا توازي تلك الأموال المصروفة؛ لأنها مبنية على قواعد هشة ساعدت على السرقة والفساد.
اكتشفت سبب آخر من أسباب فشلنا في تنويع مصادر دخلنا السعودي؛ التقيت بعض من شاركوا في كتابة الخطط الخمسية، ومن خلال حوار ونقاش بسيط، ظهر لي أن بعضهم لا يدرك أن اقتصاديات الدول، تتبع فكر اقتصادي، ومن ذلك الفكر تنبثق جميع طموحاتهم ومبادراتهم الاقتصادية والتنموية.
البرازيل والصين وكوريا الجنوبية رفضت قبول كثير من توصيات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، فمثلا في البرازيل رفض الرئيس “لويس دا سيلفا” بعض تلك التوصيات، واتسمت فترته بنجاح اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، وبذلك كان مهندس النهضة الاقتصادية والاجتماعية للبرازيل من خلال برنامج من بنات أفكار البرازيليين مثل “جوع صفر” و “منحة عائلية” وبرامج أخرى مثل إدخال ابناء الفقراء للجامعات وبرامج اقتصادية مثل الاستثمارات الاجنبية المكثفة، وعندما سألوه من أين تمول تلك البرامج قال: من ضرائب الشركات الأجنبية.
يعود الفضل في نجاح الدول الناشئة حديثا مثل الصين وكوريا الجنوبية إلى الخروج من عباءة توصيات صندوق النقد والبنك الدولي فقد اعتمدت تلك الدول على خططها الاقتصادية الخاصة والمتولده من العلماء ومراكز البحوث والمعاهد التنموية والاقتصادية الاستراتيجية.
نحن أمام تحدي حقيقي لرسم سياسة ومنهج اقتصادي واضح؛ ولا سيما أننا لا نملك مراكز في التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي ولا رابطة أو مجتمع يضم علماء الاقتصاد تحت مضلة واحدة.
لا يوجد شيء يهدد مستقبلنا الاقتصادي سوى جهلنا بالنظم الاقتصادية التي مرت على العالم، وإعتمادنا على منتج وحيد للحياة، والخطر الثاني تطور تقنيات الطاقة التي قد تنسف مصدر قوتنا الاقتصادية ” البترولية”، وتجعلنا دولة في منطقة الهامش الاقتصادي والسياسي.
وماذا بعد ؟
تقرير ماكينزي للاستشارات كان في شكله العام جيد ولكن ماهو إلا تقرير لا يرقى إلى مستوى رسم سياستنا الاقتصادية والتنموية الشاملة؛ ولاسيما مع التقديرات المالية المرتفعة التي وردت، وغياب الخيارات الاقتصادية للنمو.
أعتقد أنه قد حان الوقت لتأسيس مراكز دراسات استراتيجية اقتصادية توزاري المعهد الكوري KDI للتنمية، لاستقطاب أفضل العقول من المراكز الاقتصادية العالمية والمحلية، ليكون الحمض النووي لاقتصادنا الوطني.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال