3666 144 055
[email protected]
باحث في مجال الأعمال
اتسم لقاء الأمير محمد بن سلمان في العربية لاطلاق رؤية السعودية 2030 بالشفافية والصراحة، تحدث فيه عن ارامكو، الاستثمار، وتنويع مصادر الدخل للاقتصاد السعودي. كما تطرق إلى مواضيع مثل الصندوق السيادي، الموقع الجغرافي، والبعد العربي والاسلامي ضمن عدة مواضيع في اطار شرح مكامن القوة في السعودية. أحب في هذا المقال أن أدون أبرز ملاحظاتي على اللقاء والمؤتمر الصحفي لاطلاق رؤية السعودية 2030 في النقطتين التالية:
1- رأسمالية الدولة: من الواضح أننا سنتعمق بمرحلة رأسمالية الدولة بشكل كبير. رأسمالية الدولة هو مصطلح يرمز إلى امتلاك الدولة وادارتها لأدوات الانتاج، على عكس الدولة الرأسمالية والذي يدور مفهومها حول أن الفرد هو من يمتلك ويدير أدوات الانتاج. الحديث عن انشاء شركة حكومية قابضة للصحة، التعليم، الصناعات العسكرية وغيرها تعنى أننا نمضي في هذا الاتجاه اي رأسمالية الدولة. التحدي الكبير أمام هذا التوجه هو كيف تحفز الحكومة أصحاب المؤسسات الصغيرة ورواد الأعمال وغيرهم في دخول القطاعات التي تعمل بها الشركات الحكومية القابضة. والتحدي الآخر هو أن هذه الشركات تهدف إلى الربحية بالمقام الأول، وهذا قد يعنى انخفاض مستوى الخدمات خاصة في مجالات مثل التعليم والصحة.
شخصياً: أؤمن أن القطاع الخاص يفترض أن يكون المحرك الأساسي في التنمية، لكن لا أعتقد بأن تحويل عمل القطاعات الحكومية إلى شركات حكومية خاصة يزيد بالانتاجية ويحسن المخرجات بالضرورة. الفرد هو المحرك الأساسي للابداع والاختراع، وعمل القطاع الخاص.
يحتاج الفرد إلى أمرين حتى يبدع في السوق. الأمر الأول تعليم وتدريب يؤهله للابداع، ويمكنه من امتلاك المهارات اللازمة. والأمر الآخر هو تأمين بيئة سوق عادلة يُعلي سلطة القانون ويضمن الحقوق ولا يحابى شخص أو فئة.
2- بناء الانسان: تمنيت أن أعطت الرؤية بناء وتمكين الانسان السعودي أولوية أكبر. الرؤية المعلنة لها ثلاثة أركان رئيسة: “العمق العربي والإسلامي .. قوة استثمارية رائدة .. ومحور ربط القارات الثلاثة”. اتفق أن هذه الأركان من الممكن أن تدر استثمارات كبيرة وقد تساعد على تنويع مصاد الدخل، لكنها لا تعطي بالضرورة أولوية في تعليم أو تدريب أو رفع وعي وثقافة المواطن.
يعاني التعليم ومخرجاته في السعودية مشاكل كثيرة، وكثير من الأبحاث والدراسات وقصص النجاح تشير إلى أن بداية صناعة قصة أمة ناجحة يبدأ من التعليم. وجود كلمة من هذه الكلمات مثل “تعليم متميز، مجتمع واعي، ثقافة عامة…” في الرؤية، يعنى أن الاهتمام بالتعليم وبناء وعي الانسان السعودي هي مشروع وطني مسؤلية الجميع. تمكين المرأة هو جزء أساس في عملية بناء الانسان السعودي. لا يقتصر نفع تمكين المرأة من التعلم والتنقل والعمل على المرأة السعودية فقط، بل على الرجل والمجتمع أيضاً.
أخيراً:
الآمال كبيرة والطموحات جميلة .. لكن الشياطين تكمن في التفاصيل .. الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة .. رفع مستوى المحاسبية .. واعلاء راية القانون .. يضمن تحويل الطموحات إلى واقع.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734