الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تقف الكثير من الدول وأصحاب العمل في حيرة أمام الأمر المحيّر وهو هل ساعات العمل الطويلة تفيد العمل والاقتصاد او تقليل ساعات العمل مقابل اخذ كم أكبر من الإنتاجية هو الخيار الافضل؟
فقسّم الكثير هذه العملية إلى قسمين، الأول هو التجربة الشرقية والقسم الأخر التجربة الغربية ففي الشرق يميلون للعمل لساعات طويلة حيث انهم في الغالب دول صناعية وزراعية فجاءت أنظمة العمل لديهم بفرض ساعات طويلة وذلك بعد دراسة سلوك عامليهم فوجدوا انهم في الغالب يطبقون العمل كما يُملا عليهم والابتكار يأتي من الإدارات العليا، فالعامل لديهم يغلب عليه الخجل واحترام التراتبية الوظيفية المقدسة “من وجهة نظرهم “وهنا لا يعني ان الشرق لا عقول لهم بل غلب عليهم ما ذكرت مما جعل المخططين اقل من المنفذين بكثير فقالوا “اعمل أكثر تجني مالاً أكثر”.
بينما ذهبت الدول الغربية إلى الإنتاجية فتراهن هذه الدول على عقول عامليها حيث وجدوا سلوك العامل لديهم هو العمل لوقت قصير فهم يعملون بذكاء وبطريقة عمل تقل بها أهمية التراتبية الوظيفية على حساب الإنتاجية فالأهم نجاح المنظمة وجني الأرباح بأقل تكلفة واعلى جودة وقالوا “أنتج أكثر تجني مالاً أكثر”.
بل تطرف الكثير منهم في الرأي وقال ان العامل الذي يعمل لساعات طويلة هو في الغالب ليس مرغوباً بهِ فهو يكلف المنظمة أموالاً بلا إنتاجية، وبدأ الكثير منهم بعمل الدراسات فأثبتوا ان العامل الذي يعمل لساعات عمل طويلة ومتواصلة يقل تركيزه بشكلٍ كبير بل من المستحيل ان يعمل على نفس الوتيرة ليقننوا نظرية العمل لساعات طويلة وفضلوا وجود أوقات راحة مستمرة ليستطيع هذا العامل التقاط أنفاسه من جديد، ويجدد نشاطه فاستغلوا حتى فترات الراحة هذه ليأخذوا اقصى كفاءة إنتاجية من العامل كيف؟
قام البعض منهم بالاهتمام بعملية كفاءة الوقت في العمل ليجدوا أن الاجتماعات تهدر أكثر من 31 ساعة شهرياً بلا جدوى فجعلوا الاجتماع يكون سريعا ودون جلوس اثناء فترة الاستراحة.
فتميز الغرب عن الشرق بتقدير العامل لديهم واحترام عقله واستغل الشرق نقاط قوتهم برغبة العامل بتأدية عمله دون تفكير، حتى ان الغرب نبذوا من تمسك بآرائه تجاه العمل لساعات طويلة ليذهب ويفتتح فروع عمله في دول الشرق.
لنعود لواقعنا هنا، فهل تعتقد ان المادة 101 من نظام العمل والعمال والتي نصت على عدم عمل العامل لأكثر من خمس ساعات متواصلة بلا دراسة او اعتباطاً؟
هل كلّ من يعمل لساعات عمل طويلة هو ينتج بها؟
فعلى سبيل المثال قد تجد نفسك تعمل لأكثر من 12 ساعة يوميا وعندما تبحث عن انتاجيتك فستجد أنك لم تنتج حتى ساعة، ليسَ سوءاً بك فقد تكون عوامل أخرى مثل استجابة مدراء العمل او عطل في أنظمة المنشأة او الأنظمة الحكومية.. الخ، فعليك ان تفرّق بين الإنتاجية والعمل فالأولى هي ما يبحث عنه من يريدك ان تعمل بعقلك والثانية يبحث عنها من يريدك ان تعمل بلا عقل، بل أصبحت الدول والمنظمات تتمنى الوصول إلى ساعات إنتاجية تتجاوز الخمسُ ساعات.
قيل لي:
اعمل لساعات عمل طويلة فكيف لا أنتج؟
فأجبت: اعمل بعقلك لا تعمل بيدك!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال