3666 144 055
[email protected]
وأنا أقرأ أحد الدراسات حول نتائج تجربة التنقل بالدراجات الكهربية في مدينة باريس، تبادرت إلى ذهني بعض الصور التي انتشرت قبل عدة سنوات لبعض الأحياء في مدن مختلفة حول العالم، وتظهر فيها أعداد من الدراجات الكهربية في حالة يرثى لها، إما بسبب سوء الاستخدام، أو الافتقار إلى تنظيم يمكن أن يحكم كيفية استخدام هذه الدراجات والتعامل معها. أسئلة مهمة أعتقد أنها اليوم يجب أن تدرس بشكل جدي في المدن التي بدأت تنتشر فيها وسائل نقل حديثة، تعتمد على التقنية بشكل كبير، مثل الدراجات الكهربية. هل فعلا أسهمت تلك الدراجات في تحقيق نقلة نوعية بالمدن، وعملت على تحسين تجربة الراكب؟ هل حققت الهدف الأهم وهو وصول مستخدميها إلى مبتغاهم؟ كلها أسئلة أجد من المهم أن نعمل على دراستها اليوم، ونبحث عن إجاباتها، لاسيما إذا وأننا نعمل على تحسين المشهد الحضري.
أطمح شخصيا لأن أشاهد تعاون يجمع البلديات ووزارة الثقافة ووزارة السياحة لإدخال تعديلات نوعية مبتكرة على هذه الدراجات بحيث يتم تجهيزها بحسب الأحياء التي تتواجد بها فتوفر شاشة عرض لهذه الدراجات تحوي معلومات عن الحي وتاريخ نشأته والأماكن الثقافية والتاريخية بالحي، بالإضافة إلى بعض التسجيلات الصوتية التي يمكن لمستخدم الدراجة أن يستمتع بها خلال رحلته، فتضيف له قيمة معرفية، وتحسن تجربة الاستخدام الخاصة به. لماذا لا نفكر باستخدام هذه الوسائل للمساهمة في نقل ثقافتنا بشكل مبسط وبلغات مختلفة، لا سيما وأن كثير من مستخدمي هذه الوسيلة هم من جنسيات مختلفة، وسيكون من الجيد تعريفهم بطبيعة هذه الأحياء ومكانتها. يعتقد البعض أن الابتكار يتوقف عند استخدام أحدث التقنيات المطبقة حول العالم وتطبيقها في مجتمعنا، وهذا في حقيقة الأمر غير كافي إذا أردنا تكون لنا الأسبقية دوما في كل ميدان.
بحسب الدراسة التي أشرت لها فإن مستخدمي هذه الوسيلة في التنقل لم يكن لديهم اهتمام بتملكها، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الفروق في طبيعة الطقس ودرجة الحرارة فقد يكون من الطبيعي أن نحصل على نفس النتيجة في حال تطبيق الدراسة لدينا. كانت الفئات العمرية أيضا للأشخاص الذين يستخدمون تلك الوسيلة بحسب الدراسة ما بين الثامنة عشر والثامنة والعشرين، والدافع وراء استخدامهم في الغالب هو سرعة الوصول على اعتبار أنهم يقارنون هذه الوسيلة بالمشي وليس بوسائل النقل الأخرى كالسيارات أو الدراجات النارية. جاء في المرتبة الثانية من حيث دوافع الاستخدام الاستمتاع بالوقت. أما من حيث العيوب فقد ارتبطت بالعمر الافتراضي، والمواقف الملاءمة في المدينة. وعموما فما أحب أن أقوله هنا هو أننا يجب أن نفكر دوما بالاستفادة من كل تقنية ومشروع جديد مهما كانت هذه التقنية في سبيل التسويق لكل شيء جميل في هذا الوطن الغالي وبتعاون جميل بين جميع الجهات.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734