الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كلّ يوم تتفتّق أذهان البشر عن ملايين الأفكار لكنّ القليل من يتمكّن من تحويل فكرته إلى مشروع ؛ و من هنا كانت ريادة الأعمال كمفهوم يعنى بكلّ مايتعلّق بتحويل الأفكار إلى مشاريع على أرض الواقع.
كانت ثقافة ريادة الأعمال هي السّائدة لدى الآباء و الأجداد الّذين بنوا هذا الوطن الّذي نسعد بالانتماء إليه حتّى تراجعت هذه الثّقافة مع اكتشاف الثّروة النّفطييّة و ماصاحبها من متغيّرات حيث أصبح المسلك الوظيفي (الحكومي خاصّة) هو المفضّل لدى الغالبيّة.
هذا التحوّل شكل فجوة اقتصاديّة أدّت إلى إدمان استقدام الأيدي العاملة (غير المدربّة في الغالب) في معظم الأعمال و الذين تحوّل الكثير منهم إلى روّاد أعمال (متستّرين خلف الكفيل الكسول!) حتّى صارت كثير من الصّناعات الخدميّة شبه ممنوع على أبناء الوطن أن ينافسوا فيها.
زاد تأثير هذه المشكلة مع النموّ السّكاني و عدم قدرة المؤسّسات الحكوميّة و مؤسّسات القطاع الخاص على استيعاب طالبي العمل ؛ و أسهب الكتّاب من أكاديميّين و اقتصاديّين و رجال أعمال في دقّ ناقوس الخطر و التّحذير من ضرورة اتّخاذ خطوات جريئة و جادّة و سريعة لتمكين ريادة الأعمال و تذليل الصّعوبات التي تحول دون نموّها و ازدهارها باعتبار أنّها – أي ريادة الأعمال – ممكّن أساسي في محاربة البطالة.
و حيث أنّ معظم الأطروحات حول هذه القضيّة تبعث غالبا في النّفس الحزن و ربّما تكرّس الشّعور بالسّلبيّة ناسب أن أشرك القاريء الكريم في نموذج مشرّف يجدّد فينا الأمل و يعلي الهمم نحو التّغيير الإيجابي في مسار ريادة الأعمال.
خالد العمران شاب سعودي طموح عمل بصمت في مجال صناعة (البيتزا) و تنبّه إلى حجم السّوق و إمكانيّة المنافسة فيه فعمل بجدّ و أسّس فريقا استطاع بعد توفيق الله أن يصنع علامة تجاريّة متميّزة لاأجد غضاضة في ذكرها بالاسم (مايستروا بيتزا) لم يتوقّف طموحه عند محاكاة الأسماء العالميّة التي تعمل في المملكة منذ سنوات بل أصبح المنافس الأصعب في جودة المنتج و الخدمة مع السّعر الاقتصادي.
(عقال) شبكة من شباب و شابّات الأعمال الّذين اجتمعت لديهم عقول تجاريّة و خبرات إداريّة و أموال استثماريّة قرّروا قبل سنوات أن يقتطعوا جزءا من أوقاتهم و أموالهم لمساعدة روّاد و رائدات الأعمال لتحقيق أحلامهم و تحويلها من مرحلة الفكرة إلى المشروع.
أراد خالد العمران ابن الوطن البارّ – إن شاء الله – ردّ الجميل لوطنه بتخصيص ميزانيّة ماليّة للخدمة الاجتماعيّة و طلب المشورة في تلمّس المجال الأمثل لتوظيف هذا التبرّع فوجد ضالتّه عند مجموعة عقال و تبلورت فكرة تخصيص مبلغ التبرّع في مسابقة لروّاد و رائدات الأعمال تتولّى (عقال) بحكم خبرتها في التّعامل مع الريّاديّين بعض الجوانب الإداريّة و التّأهيليّة و هكذا حصلت الشّراكة بين الطّرفين.
و حيث أنّ ريادة الأعمال صنو الإبداع فلم يكن اسم المسابقة تقليديّا فتمّ اختيار اسم المسابقة (دورك “تمسترها”) ليكون نداءا لروّاد الأعمال بأنّ خالد العمران و فريقه نجحوا في مجال (البيتزا) و عملوا اسم (مايستروا) فهم بذلك (مستروها!) و الآن دورك أيّها الريّادي (و دورك أيّتها الريّاديّة) الجديد في أن تحقّق نجاحا مشابها فصار دورك (تمسترها!).
اتفّق الشّريكان (العمران و “عقال”) على دعوة مجلس إدارة الهيئة العامّة للمنشآت الصّغيرة و المتوسّطة – الّذي باشر مهامّه قبل أشهر – لمباركة المسابقة و في بادرة طيّبة سيشرّف محافظ الهيئة الواعدة الحفل الختامي الّذي سيتمّ فيه اختيار المشروعات الفائزة و سيتولّى توزيع الجوائزعلى المتنافسين.
بحكم دراستي و ممارستي لإدارة التّغيير لسنوات طويلة أقرأ من خلال هذه المبادرة المباركة (دورك “تمسترها!”) نقلة نوعيّة في التّغيير المجتمعي النّاجح؛ حيث أن كثيرا من المبادرات تخفق ليس بسبب ضعف الجهود بقدر ماهو بسبب ضعف التّنسيق و غياب التّكامل بين شركاء العمل الواحد؛ و في هذه المبادرة نموذج مبشّر في حسن التّنسيق و تكامل الجهود لتحقيق الهدف المشترك.
إنّ المتأمّل للمشاريع التي وصلت للمرحلة النّهائيّة (و هي ثلاثة عشر مشروعا) يجد في كلّ مشروع إبداعا لايوصف و حماسا مبهرا لتحقيق نجاحات غير اعتياديّة. هذه المشاريع ليست مشاريع أفراد ففي كلّ مشروع فريق عمل و المشاريع التي لم تترشّح للمرحلة النّهائيّة لم تكن بالضّرورة ضعيفة أو سيّئة لكن حجم ميزانيّة الجائزة و إمكاناتها ادّت إلى حصر التّنافس في هذا العدد فقط و عليه فإنّ في الوطن آلاف الرياديّن و الريّاديّات القادرين على صنع الفارق في الاقتصاد و منظومة العمل يستحقّون أنّ نمدّ لهم جميعا يد العون و المساعدة و إذا كان الأستاذ خالد العمران (مسترها!) فدورنا جميعا مساعدة كلّ ريادّي لتحقيق حلم (دورك “تمسترها”) في مجال فكرته و اهتمامه.
و في الختام أدعوا القاريء الكريم القيام بخطوة إيجابيّة يسيرة عن طريق المشاركة في وسم (#دورك-تمسترها) على تويتر بالاطّلاع على المقاطع التّعريفيّة للمشاريع المتنافسة و التّصويت لأفضل عشرة مشاريع تشجيعا لروّاد الأعمال الّذين يعوّل عليهم بعد الله أن يؤسّسوا كيانات استثماريّة و تنمويّة واعدة و يصنعوا لأبنائك و أبنائي قدوات صالحة ووظائف مرموقة!.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال