الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وُصفت الميتافيرس، وهي ترمز إلى تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بأنها نقطة الانعطاف التالية في العالم الرقمي، إلا أن هذه التقنيات تكافح الآن للتوقف عن السقوط والفشل، وهي التقنيات التي تروج لها شركة ميتا Meta العملاقة وهي الشركة المعروفة بإسم فيسبوك سابقا. وقد ساعد على ظهور تلك التكهنات أن أسهم تقنية الميتافيرس خسرت ما يقرب من 18 مليار دولار مقابل إيرادات تزيد قليلاً عن 4 مليارات دولار لأسباب عديدة سيتم تناولها في هذا المقال.
السبب الأول هو أن مفهوم الميتافيرس يرى البعض أنه مفهوم مبالغا فيه، حيث أظهر احد تقارير “وول ستريت جورنال” WSJ أن معظم مستخدمي شركة ميتا فقدوا الاهتمام بهذه التقنية بعد فترة وجيزة من ظهورها واستخدامها. وحسب ذلك التقرير، فإن معظم المستخدمين لا يعودون إلى العالم الافتراضي بعد انقضاء الشهر الأول من استخدامه، وبالتالي فإن قاعدة المستخدمين في تراجع مستمر. كما أن تقنية الميتافيرس هي ليست مشروعا حصريا لشركة ميتا، وفعليا هي ليست أكثر من مجرد عوالم افتراضية ممكنة ومتصلة بالواقع المعزز.
وحسب تقرير حالة تجربة العملاء الرقمية الأخير الصادر عن مجموعة CMSWire فإن نحو 42٪ من المؤسسات في الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها أي اهتمام ملموس بالميتافيرس وأن نحو 39٪ أخرى تبنت موقف “انتظر وشاهد”.
ومن أسباب عدم نجاح الميتافيرس، حسب أراء البعض، هو أنها تقنية تفتقر إلى النضج وعدم وجود بنية تحتية موحدة للاستخدام، كما أن ادواتها غير عملية حيث تتعارض متطلبات سماعة رأس الواقع الافتراضي مع عامل الراحة للأنسان، بسبب الحجم والوزن.
كما أنه ولتكون تقنية الميتافيرس بيئة تقنية واحدة، يتطلب ذلك تعاون كبير في مجال التكنولوجيا بين شركة ميتا وبين شركات أخرى تعمل على نفس التقنية مثل شركات ألفا Alpha و مايكروسوفت Microsoft و أبل Apple و أمازون Amazon. ولكن، ولأن الميتافيرس لا يزال مجرد فرصة تجارية لهذه الشركات، غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى الاستمرار في إنشاء بيئات تشغيلية وأدوات مختلفة للمستخدمين، وبذلك لا يتحقق التكامل المنشود.
ومن الأسباب أيضاً عدم دعم المستثمرين لأن فهم أهداف شركة ميتا أو بالأحرى إلى أين تتجه أصبح الآن بمثابة لغز للمستثمرين. وقد زاد تردد المستثمرين أيضاً بعد أن فقدت الشركة بعض كبار مسؤوليها التنفيذيين مثل شيريل ساندبرج، كما تم تسريح الآلآف من الموظفين في إدارة الميتافيرس. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقصا في المردودات والإيرادات على المدى القصير، ومع اقتراب الركود، يتردد المستثمرون في ضخ المزيد من التمويل في هذا الاتجاه.
وبلا شك، فإن الفترة القادمة سوف توضح مصير هذه التقنية، والتي أصبح لا يتفاؤل البعض بنجاحها بالقدر الذي تم توقعه مع ظهورها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال