الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من خلال التجربة والملاحظة هناك سمات مشتركة بين القادة الذين يعول عليهم في صناعة الفرق الإيجابي وتحقيق الأهداف، ومن خلال هذا المقال والمقالات الموجزة القادمة سأتحدث عن تلك السمات وستكون مجموعة المقالات هذه موجهة للقادة الذين يفترض بهم المشاركة في تحقيق رؤية السعودية 2030 وإليكم أولى السمات وسيتبعها السمات الأخرى بإذن الله تعالى:
السمة الأولى: التفكير نحو الأمام
من خلال التواجد مع الكثير من القادة والمسئولين في القطاعات الحكومية والخاصة وفي مجالات مختلفة لاحظت التفاوت الكبير في طريقة التفكير والتنفيذ، ولقد كان ما يميز المنجزين منهم هو تفكيرهم الدائم بالمضي قدماً إلى الأمام، فعقولهم لا تقبل الدوران في حلقات مفرغة أو المراوحة في نفس المكان لفترات طويلة أو دونما سبب، هم غالباً ما يطرحون الاسئلة التي تتولد من خلالها قوة دافعة إلى الأمام، ويقاومون أي نوع من التفكير الذي يحصر نفسه في نفس الدائرة و لا يخرج منها.
هذا النوع من القادة دائماً ما يركز على الخطوة القادمة، وما سنفعله في الغد، أو في الشهر القادم أو في السنة القادمة، أو في الخمس سنوات القادمة أو حتى في العشرين أو الثلاثين سنة القادمة، هم لا ينتظرون كثيراً عند نقطة البداية ولا يتباطؤون في حركتهم بسبب قلقهم و خوفهم من تحمل مسئولية الفشل أو اللوم أو حتى في انتظار الخطة المثالية التي لا تخطيء أبداً، بل إنهم ربما يتحركون قبل الجميع ليلتقطوا في طريقهم ما تكتمل به رحلتهم، ينطلقون وفي داخلهم يقين أن لكل مشكلة حل، وأن التحديات والأخطاء جزء من الرحلة، وأن الغموض قد يكتنف الطريق في بعض مراحل هذه الرحلة لكنهم يقولون في أنفسهم سنمضي ونكمل الطريق.
المهم هو التفكير نحو الأمام، المهم أن لا نتراجع أو ندور، وأن لا نكرر أخطاء من سبقونا وأن نتعلم من أخطائنا وأخطائهم، وأن لا نعود حيث كنا من قبل، فقط لأننا لا نملك جرأة التفكير نحو الأمام، و أن نعلم أن مسألة الوقوف عند تحديد الوجهة محورية ومهمة لكن يجب ألا تستمر إلى الأبد، فعند مرحلة معينة يتوجب علينا البدء في التنفيذ والتحرك إلى الأمام، يجب أن يكون الوقت حليفنا، لا خصماً لنا، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كنا نمشي معه في نفس الاتجاه، فمن يدور في مكانه أو من لايتحرك نحو الأمام ، يجعل من الوقت خصماً لدوداً له إذا ما استمر في الدوران.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال